الصحة والجمال

هل تعلم: البطيخ يأتي بأشكال وألوان مختلفة

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

يعد البطيخ من الفواكه الصيفية المنعشة والمحببة للكثيرين، لاحتوائه على نسبة عالية من الماء وطعمه الحلو اللذيذ. لكن وراء هذا المذاق الرائع، يختبئ كنز من الفوائد الصحية والقيم الغذائية المتنوعة، والتي تختلف قليلاً باختلاف أنواع البطيخ المتوفرة.

أنواع البطيخ الشائعة وخصائصها

تتعدد أنواع البطيخ وتختلف في ألوانها وأحجامها وخصائصها، لكن أشهرها يمكن تصنيفها بناءً على لون اللب.

البطيخ الأحمر 

الخصائص: هو النوع الأكثر شيوعًا، ويتميز بلبه الأحمر الزاهي، ووجود بذور سوداء مميزة. قد مستديرًا أو بيضاويًا

 الفوائد: يعد البطيخ الأحمر غنيًا جدًا بالليكوبين، وهو مضاد أكسدة قوي يُعطي البطيخ لونه الأحمر. يعرف الليكوبين بخصائصه المضادة للالتهابات، ودوره في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وقد يساهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان. كما يحتوي على السيترولين الذي يعزز الدورة الدموية.

البطيخ الخالي من البذور

الخصائص: يزرع هذا النوع خصيصًا ليحتوى على بذور صغيرة بيضاء سهلة الأكل وغير بارزة. غالبًا ما يكون لبه أحمر زاهيًا.

الفوائد: يميل البطيخ الخالي من البذور إلى احتواء كميات أعلى من الليكوبين مقارنة بالبطيخ ذي البذور، مما يعزز فوائده المضادة للأكسدة وصحة القلب.

البطيخ الأصفر/البرتقالي

الخصائص: يتميز بلب أصفر أو برتقالي اللون، ويفتقر إلى الليكوبين الذي يعطي اللون الأحمر.

الفوائد: على الرغم من افتقاره للييكوبين، إلا أن البطيخ الأصفر غني بمضادات الأكسدة مثل “البيتا كاروتين” الذي يعطي الجزر لونه ويعد مقدمة لفيتامين أ، المهم لصحة العيون والمناعة. كما يحتوى على نسبة أعلى من السيترولين مقارنة بالبطيخ الأحمر، مما يساهم في ارتخاء الأوعية الدموية وتنظيم ضغط الدم. يُعد أيضًا خيارًا جيدًا لمن يسعون لخفض الوزن بسبب انخفاض سعراته الحرارية.

فوائد البطيخ العامة

الترطيب الفائق: يتكون البطيخ من أكثر من 90% من الماء، مما يجعله مثاليًا لترطيب الجسم في الأيام الحارة وتعويض السوائل المفقودة.

صحة القلب والأوعية الدموية: بفضل احتوائه على الليكوبين والسيترولين، يساعد البطيخ في تحسين مرونة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تعزيز الهضم: يحتوى البطيخ على الألياف الغذائية التي تساهم في تحسين حركة الأمعاء ومنع الإمساك، وبالتالي تعزيز صحة الجهاز الهضمي.

صحة الجلد والشعر: غني بفيتامين سي الذي يعزز إنتاج الكولاجين الضروري لنضارة البشرة، وفيتامين أ الذي يدعم تجدد الخلايا.

 صحة العيون: فيتامين أ الموجود في البطيخ ضروري للحفاظ على صحة الرؤية ويساعد في الوقاية من مشاكل العين المرتبطة بالعمر مثل التنكس البقعي.

  مضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة: يحتوى على مركبات الفلافونويد والكاروتين التي تحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي الناتج عن الجذور الحرة.

 دعم المناعة: الفيتامينات والمعادن الموجودة في البطيخ، خاصة فيتامين سي، تقوي الجهاز المناعي وتساعد الجسم على مقاومة الأمراض.

أضرار البطيخ 

مادة الليكوبين والسوربيتول: يحتوى البطيخ على الليكوبين والسوربيتول (سكر كحولي)، التي قد تسبب الغثيان، والانتفاخ، والغازات، وعسر الهضم، والإسهال عند تناولها بكميات كبيرة. تزداد هذه الأعراض سوءًا لدى كبار السن، حيث يميل الجهاز الهضمي لديهم إلى الضعف مع تقدم العمر.

بعض الأشخاص يعانون من سوء امتصاص الفركتوز، وهو سكر طبيعي موجود في البطيخ. الإفراط في تناول البطيخ يؤدي إلى تكون الغازات لديهم.

البطيخ يحتوى على سكريات طبيعية، إلا أنه يمتلك مؤشرًا جلايسيميًا مرتفعًا (حوالي 72). هذا يعني أنه يمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة.

يجب على مرضى السكري توخي الحذر عند تناول البطيخ، والالتزام بالكميات المعتدلة ومراقبة مستويات السكر في الدم بعد تناوله. كما ينصح بتجنب عصير البطيخ لأنه يحتوى على كمية مركزة من السكر وألياف أقل، مما يسهل على الجسم امتصاص السكر ويرفع الجلوكوز بسرعة.

البطيخ غني بالبوتاسيوم، وهو معدن ضروري لوظائف الجسم الطبيعية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم.

على الرغم من ندرتها، قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه البطيخ. قد تظهر الأعراض على شكل حكة، تورم، أو اضطرابات هضمية. الأطفال دون السنتين قد يكونون أكثر عرضة لردود الفعل التحسسية مثل الطفح الجلدي والحكة.

 قد يكون البطيخ ملوثًا ببكتيريا السالمونيلا، خاصة إذا تم تقطيعه مسبقًا أو التعامل معه على أسطح ملوثة أو بأيدٍ غير نظيفة. يمكن أن تسبب عدوى السالمونيلا إسهالًا شديدًا، وألمًا في المعدة، وحمى.

التفاعل مع الأدوية

تحتوى بذور البطيخ على مركب يسمى “كوكوربيتين” الذي قد يتفاعل مع بعض الأدوية، مثل مميعات الدم وأدوية السكري.

على الرغم من انخفاض السعرات الحرارية في البطيخ نسبيًا، إلا أن تناول كميات كبيرة جدًا منه يساهم في زيادة الوزن، خاصة إذا لم يتم حرق السعرات الحرارية الزائدة. يحتوى الكيلوغرام الواحد من البطيخ على حوالي 250 سعرة حرارية، وهو ما يعتبر عبئًا سكريًا إذا لم ينفق بسرعة.

فئات يجب أن تتوخى الحذر عند تناول البطيخ

مرضى السكري: بسبب المؤشر الجلايسيمي المرتفع.

مرضى الكلى: بسبب محتواه العالي من البوتاسيوم.

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل القولون العصبي، الانتفاخ، الغازات.

مرضى القلب: يجب استهلاكه تحت إشراف طبي بسبب تأثير البوتاسيوم.

الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه البطيخ.

الأطفال دون السنتين: يفضل تجنبه بسبب خطر الحساسية.

الكمية الموصى بها

تختلف الكمية الموصى بها من البطيخ حسب العمر والحالة الصحية. بشكل عام، ينصح بالاعتدال في تناوله. بعض التوصيات تشير إلى حوالي 200 جرام في المرة الواحدة كوجبة خفيفة. للأطفال، تختلف الكمية الموصى بها حسب العمر (80-100 جرام للأطفال 2-3 سنوات، و150 جرام للأطفال 3-6 سنوات، و500 جرام لمن هم فوق 6 سنوات).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى