دين الحب

بقلم أميرة محمد
وعندما أشتاق إليك أصلى صلاة الحب وحدي جماعة فتصطف أضلعي صفوفا ويكون الفؤاد إماما…. عبارة قالها شمس التبريزي يوما حين تألم فذهب إليه فأستشعر الأمان فعلم أن الأمان أعلى مرتبة من مراتب الحب…فلا تقترب حين تحب بل اقترب حين تطمئن .
وحين تشعر بالوحدة ليس لأن لا أحد معك بل لأنك أنت لست معك فأذهب إليه بكل ما أوتيت من رحمة ،بكل ما أوتيت من ضعف ،بكل ما تملك من قوة وقف بين يديه وأستشعر هذه اللذة التي لا يعادلها أي شىء بالوجود وقل كما قال جلال الدين الرومي….يمكنني أن أبتعد عن كل أحد إلا الذي بقلبه يحتويني…. وتذكر أنه هو …هو… الاحتواء والأمان والاطمئنان والسند،بحضرته تحضر روحك السابحة بالملكوت وبلمسته الحانية تغنيك عن العالمين وبرحمة منه تسامح من أنكرك لتذهب إليه فهو الحبيب الذي لا يترك والمحب الذي لا يتخلى والأمان الذي لا يفنى والقريب الذي لا يبعد فتراه يبحث عنك قبل أن تبحث عنه ،يقبلك بعيوبك فالحب يكمن في عشق النواقص والعيوب فمن أحب قبل ومن قبل أصلح ومن أصلح سما بقلبك وروحك ليعبر بك إلى النجاة .
الحب هو ألا تخاف وأنت تصارع أمواج من الخوف فتجد نفسك بين يديه هادىء النفس طيب المقام ،تواجه وأنت مطمئن بأن المحب لدي الحبيب مقيم فلا بينهم مجالا لهجر أو وعد بترك أو بتسويف غدا ولكنه معك وبك وفيك أينما كنت باق بقاء روحك عالم بصوت صمتك ،يلمس أنينه وضعفه فيشد من أزرك فلا وعد له يخلف ولا حب له يجف ولا احتواء له يفنى .
فيبقى ما بيننا هو دين الحب .
أدين بدين الحب
أنا توجهت ركائبه
فالحب ديني وإيماني .