نجده محمد رضا
في عالمنا المليء بالعجائب الطبيعية، يظل خندق ماريانا واحدًا من أعظم الألغاز وأكثرها إثارة.
يقع هذا الخندق العميق في المحيط الهادئ، ويُعد أعمق نقطة معروفة على سطح الأرض. فما قصة هذا الخندق؟ وما الذي يُخفيه في أعماقه المظلمة؟
الموقع والعمق:
يقع خندق ماريانا في الجزء الغربي من المحيط الهادئ، شرق الفلبين، ويبلغ طوله نحو 2,550 كيلومترًا، بينما يصل عمقه في أعمق نقطة المعروفة باسم تشالنجر ديب إلى حوالي 11,034 مترًا تحت مستوى سطح البحر، أي ما يعادل 11 كيلومترًا تقريبًا، وهو أعمق من قمة جبل إيفرست لو قُلبت رأسًا على عقب
التكوين الجيولوجي:
تكوَّن خندق ماريانا نتيجة اصطدام صفيحتين تكتونيتين: صفيحة المحيط الهادئ التي تنزلق تحت صفيحة ماريانا، مما أحدث انحناءً عميقًا في قاع المحيط. تُعرف هذه العملية باسم “الاندساس”، وهي مسؤولة عن العديد من الزلازل والبراكين
رحلات الاستكشاف:
رغم صعوبة الوصول إلى هذه الأعماق، فقد تمكّن عدد من البعثات من استكشافها، مثل:
الرحلة الأمريكية عام 1960 على متن الغواصة “ترييست”، وكانت أول رحلة بشرية إلى الأعماق.
جيمس كاميرون، مخرج فيلم “تيتانيك”، قاد رحلة منفردة إلى تشالنجر ديب عام 2012.
استخدمت الصين والولايات المتحدة غواصات غير مأهولة للوصول إلى أعماق جديدة وتصوير الحياة هناك.
الحياة في الأعماق:
رغم الظلام الحالك، الضغط الهائل، ودرجات الحرارة المنخفضة، فقد تم اكتشاف كائنات بحرية غريبة مثل:
أسماك شفافة.
قشريات مضيئة.
بكتيريا تتغذى على المعادن والكبريت.
كلها تطورت لتتأقلم مع ظروف قاسية لا يمكن للبشر العيش فيها.
مخاطر وتحديات:
الضغط الهائل: الضغط في أعمق نقطة يزيد عن 1000 مرة مقارنة بسطح البحر.
صعوبة الاستكشاف: التكنولوجيا محدودة والتكلفة عالية.
التلوث: مع الأسف، عُثر على آثار بلاستيك ومواد كيميائية حتى في هذه الأعماق، مما يشير إلى وصول التلوث إلى أبعد نقطة في الأرض.
يظل خندق ماريانا شاهدًا حيًا على مدى اتساع وغموض كوكبنا. وبينما تواصل البشرية اكتشاف أسرار الكون، لا تزال أعماق الأرض، مثل خندق ماريانا، تذكرنا بأن هناك عوالم كاملة لم نعرف عنها بعد سوى القليل.
الطبيعي، مما يجعل الوصول إليه تحديًا علميًا وهندسيًا بالغ الصعوبة.
لم يتمكن الإنسان من الوصول إلى هذه النقطة إلا مرتين فقط، الأولى عام 1960 بواسطة الغواصة ترييست، والثانية عام 2012 في رحلة فردية قام بها المخرج جيمس كاميرون.
ورغم التقدم التكنولوجي، لا تزال هذه المنطقة من أقل الأماكن استكشافًا على الأرض، ويُعتقد أنها تحوي أشكالًا من الحياة لم تُكتشف بعد بسبب ظروفها القاسية وصعوبة الوصول إليها
