سامح بسيوني
يا لها من حياة عصيبة لا ندري فيها من الظالم ومن المظلوم كلنا في قارب واحد والأمواج عاتية كجبال رايسة على شواطئها المليئة بالأحزان.
أحيانًا أكون أنا يوسف قذقت في غيابات الجب ومن بعده سجن محاط بالجند والحراس.
ومرات أتحول إلى فرعون يستحي النساء ويقتل الأطفال
فمن أنا لا أدري ضللت الحياة أعيش بين ظلم لا أرى فيه إلا غرابيب سود، وضباب يملأ السماء.
أركب قطارًا ليس له جهة، وأنزل منه حائر الوجدان أبحث عن بساط سليمان؛ ليحملني إلى مدينة الحب والاخلاص، وأقطف من شجرة الأحلام حبًا غاب عن الوجدان.
وأستيقظ من حلمي على مرارة الأيام وصوت الشاويش يرج الأركان وعصا الناظر على جسدي النحيف المتهالك من ظلم الأيام.
وطابور ظلم من سجل إلى مخبز عيش الى بريد نتذوق فيه طعم الحنظل، ونتقيأ بعده صديد يكوي القلوب قبل الأجساد.
أشعر بأنني أنا الخليل سأقذف في النيران ولكن هل ستكون بردًا وسلامًا أم عذابًا وسوء المقام.
يا قاضي الغرام عصفور مكسور الجناح ضعيف الوجدان يستغيث بك أن تخلصه من ظلم الأنام، وأن تحكم بيننا بالقسط ولا تخسر الميزان، فخُذلت من قاضي الغرام فلم أجد سوي بحر خضم واسع الوجدان فقذفت فيه نفسي؛ فالتقمني حوت يونس -عليه السلامـ -فأنا الآن في بطنه أنتظر فرجًا قريبًا من الرحمن.
