الصحة والجمال

دراسة تقول إن فنجانًا من القهوة يقي من الاكتئاب. تعرّف على الطريقة

د. إيمان بشير ابوكبدة 

تشير دراسة حديثة نشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأدوية إلى أن شرب القهوة قبل المواقف العصيبة قد يساعد في منع الاكتئاب والقلق من خلال تنظيم محور الأمعاء والدماغ.

وبحسب النتائج، فإن شرب القهوة قبل المواقف العصيبة يمكن أن ينظم محور الدماغ والأمعاء، وبالتالي يمنع المشاعر المرتبطة بالاكتئاب والقلق.

باستخدام نموذج فأري، استنتج الباحثون أن التدخل المبكر بالكافيين قد يساعد في الوقاية من الاكتئاب الناتج عن التوتر. طبّق الباحثون نموذجًا للتوتر المزمن وغير المتوقع على مجموعتين من الفئران، تلقت إحداهما حقنًا يومية من الكافيين قبل التعرض للتوتر. أكملت المجموعات الأخرى التجربة دون علاج. أما المجموعة الثالثة من الفئران، التي لم تتلقَّ أي علاج أو اختبار، فقد كانت بمثابة مجموعة ضابطة.

“هذا المشروع الوقائي يسمح لنا باستكشاف ما إذا كان الكافيين يمكن أن يخفف من تطور الاكتئاب الناجم عن التوتر، بدلاً من مجرد تخفيف الأعراض بعد ظهورها بالفعل”، كما أوضح المؤلفون.

خضعت الفئران لثلاثة تقييمات سلوكية لتقييم أعراض الاكتئاب والقلق. إضافةً إلى ذلك، حلل الباحثون وزن الجسم، وتركيبة بكتيريا الأمعاء، ومستويات الالتهاب في مجرى الدم والحُصين (الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة واتخاذ القرار).

القهوة أثرت بشكل إيجابي على أعراض الاكتئاب

وليس من المستغرب أن المجموعة التي تناولت الكافيين حققت نتائج صحية أفضل مقارنة بالفئران التي أكملت اختبار الإجهاد دون علاج.

وأفادت المجموعة غير المعالجة بانخفاض في وزن الجسم، ونقص في الفضول والقدرة على الحركة عندما سُمح لها باستكشاف حقل مفتوح، ونفور من الماء المحلى.

ومن ناحية أخرى، حافظت الفئران التي تناولت الكافيين على وزنها، وفضلت الماء المحلى، وظلت قادرة على الحركة، واستمتعت بفرصة التجول في حقل مفتوح.

أفضل من الاكتئاب؟

ضعفت المؤشرات البيولوجية المتعلقة بالأمعاء والدماغ لدى الفئران التي لم تتناول الكافيين، ولكن ليس لدى الفئران التي تناولت الكافيين. وبشكل أكثر تحديدًا، أفاد الباحثون بـ”انخفاض ملحوظ في الحواجز المعوية” ونقص في بروتينات بطانة الأمعاء، التي تحمي هذه المنطقة عادةً من العوامل الالتهابية.

في هذه المرحلة، أظهرت الفئران الخالية من الكافيين أيضًا عدة تغيرات في ميكروباتها. وكان من أبرز هذه الاضطرابات تدفق بكتيريا الإشريكية القولونية (Escherichia-Shigella) (وهي قريبة الصلة بالإشريكية القولونية)، والمعروفة بتسببها في الإسهال. كما رُصدت مستويات منخفضة من البكتيريا المعوية (Enterobacteriaceae). يساعد هذا النوع من البكتيريا الأمعاء على مكافحة الالتهابات والأمراض.

ظلّ الحُصين سليمًا إلى حد كبير لدى الفئران المُعالَجة بالكافيين، بينما أظهرت المنطقة مستويات عالية من الالتهاب لدى الفئران غير المُعالَجة. كما أظهرت هذه الأخيرة مستويات منخفضة من بروتينات النمو العصبي.

واستنتج المؤلفون أن “النتائج تشير إلى أن التدخل المبكر بالكافيين قد يمنع الاكتئاب من خلال تنظيم ميكروبات الأمعاء، وسلامة حاجز الأمعاء، والالتهاب العصبي”.

من الواضح أن لهذه الدراسة حدودها. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، بما في ذلك التجارب السريرية على البشر، لتقييم العلاقة بين القهوة والوقاية من الاكتئاب بشكل كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى