د. إيمان بشير ابوكبدة

ضربت الحمى القلاعية عشرات القرى في ولايات قارس، وأردهان، وأرتفين بشرق تركيا، مسببة قلقًا كبيرًا بين المزارعين والمستهلكين على حد سواء. ووفقًا لصحيفة “زمان” التركية، فقد تحولت المراعي الشاسعة في هذه المناطق إلى بؤر للمرض شديد العدوى، الذي ينتشر بسرعة بين الحيوانات.

وتشير التقارير إلى أن المرض ظهر في البداية في قارس وأردهان، قبل أن ينتشر مؤخرًا إلى ولاية أرتفين، وتحديدًا في منطقتي شافشات وأردانوتش. وقد ظهرت أعراض المرض على الحيوانات في صورة تقرحات مؤلمة في الفم والضرع وبين الحوافر، مما يسبب معاناة كبيرة للماشية ويجعل حلبها أمرًا شبه مستحيل.

تحدث المزارعون عن صعوبات بالغة يواجهونها في محاولة السيطرة على المرض، مشيرين إلى أن العلاجات المتاحة غير كافية. يقول المزارع بشير دورسون: “نستخدم المضادات الحيوية واليود، لكنها ليست حلًا نهائيًا، والحالات التي تصيب اللسان يمكن أن تكون قاتلة”. كما أكد أن المرض انتشر بين جميع الحيوانات في المراعي المشتركة، وأن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الزراعة “بطيئة وغير فعالة”.

ويشير مزارع آخر، تمل كورداش، إلى أن التقرحات في ضرع الحيوانات تمنعهم من حلبها، مطالبًا بتأجيل سداد القروض لمواجهة هذه الأزمة الاقتصادية. أما المزارع سليمان يازار فيلفت الانتباه إلى النقص الحاد في الأدوية، مؤكدًا أن المرض قد أصاب نحو 60 قرية في منطقة شافشات وحدها.

من جانبه، دعا ياشار غوليل، عضو مجلس الولاية عن حزب الشعب الجمهوري، وزارة الزراعة والغابات إلى تقديم الدعم العاجل للمزارعين. وأوضح أن المزارعين في أرسين، أكبر مرعى في شافشات، لا يجدون العلف أو الأدوية، مشددًا على ضرورة توفير تأجيل للقروض والدعم بالأدوية والعلف بشكل فوري. كما طالب بضرورة إعطاء الأهمية نفسها للمزارعين المحليين التي تُعطى للحيوانات والقمح المستورد، قائلًا: “على وزارة الزراعة أن تدعم منتجيها الذين يعملون في ظروف صعبة”.

ما هي الحمى القلاعية؟

الحمى القلاعية هي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات، ويُصنف ضمن الأمراض الحيوانية المنشأ. وهو يسبب أعراضًا مؤلمة وقد يكون قاتلًا في بعض الحالات، مما يجعله تهديدًا خطيرًا للثروة الحيوانية والأمن الغذائي.