د. إيمان بشير ابوكبدة
تستمر المعارك في السودان وسط تدهور الأوضاع الإنسانية، لاسيما في إقليم دارفور حيث انتشر مرض الكوليرا بشكل خطير. وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى مقتل مدنيين ونزوح الآلاف بحثًا عن الأمان.
أفادت مصادر محلية في ولاية شمال دارفور بمقتل 14 مدنياً أثناء محاولتهم مغادرة مدينة الفاشر المحاصرة. وذكرت المصادر أن هؤلاء المدنيين قتلوا في طريق الفاشر-طويلة، وهو طريق يشهد عمليات نهب وسلب متكررة تستهدف العائلات النازحة.
وشهدت مدينة الفاشر هجومًا بطائرة مسيرة شنه “الدعم السريع” استهدف مقر الجهاز القضائي، دون ورود معلومات عن حجم الأضرار.
يواجه سكان الفاشر وضعًا إنسانيًا كارثيًا بسبب الحصار الذي تفرضه قوات “الدعم السريع” منذ أشهر، مما أدى إلى انهيار كامل للخدمات الصحية وانعدام الإمدادات الأساسية.
وتتفاقم الأوضاع أيضًا في مدينتي كادوقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع مستمر للكهرباء والمياه، نتيجة الحصار المفروض من قبل “الحركة الشعبية شمال” وجناح عبد العزيز الحلو و”الدعم السريع”.
تفاقم أزمة الكوليرا ومخاوف من المجاعة
يواجه السودان أزمة صحية متزايدة مع ارتفاع عدد الوفيات جراء انتشار الكوليرا. فقد وصلت حصيلة الوفيات إلى 305 حالات في إقليم دارفور، مع تجاوز عدد الإصابات 7000 حالة منذ يونيو الماضي.
من جهة أخرى، حذرت الأمم المتحدة من أن 17 منطقة سودانية أصبحت معرضة لخطر المجاعة، بما في ذلك أجزاء من دارفور والخرطوم.
جهود الحكومة للسيطرة على الأوضاع الاقتصادية
وفي محاولة للتصدي للأزمة الاقتصادية، من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس اجتماعًا في بورتسودان لبحث سبل السيطرة على ارتفاع أسعار الدولار والعملات الأجنبية، بحضور وزير المالية وقيادة البنك المركزي.
يُذكر أن الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو مستمرة منذ أبريل 2023، وقد خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في نزوح أكثر من 13 مليون شخص.
