“رنة خلخال” يستعرض رمزية الخلخال في الثقافة العربية، وتوظيفه في الأدب والفن، وتأثيره على الوجدان

فادية الريس
رنة خلخال: بين التراث والإغراء الفني
“رنة خلخال” ليست مجرد صوت معدني يصدر عن خطوات امرأة، بل هي رمز ثقافي وفني يتردد صداه في الأدب، الغناء، والسينما العربية.
الخلخال: تاريخ من الجمال والإغراء
الخلخال هو حلية تزين القدم، كانت تُصنع من الذهب، الفضة، النحاس، أو البرونز، وتُلبس عادة من قبل النساء في مختلف الثقافات العربية. في مصر القديمة، كان يُعتبر رمزًا للأنوثة والجمال، بل وكان يُقدّم كشبكة للعروس. وفي بعض القرى، كان يُصنَع من قطع النقود ويُلبس للأطفال كحماية لهم. صوته المميز كان يُعتبر وسيلة لجذب الانتباه والتعبير عن الجمال الأنثوي.
في الأدب والشعر: صوت يثير المشاعر
الشعراء العرب استخدموا “رنة الخلخال” كاستعارة للإغراء والجمال. وصف الشاعر عبد الرزاق أمين الصوت الصادر عن الخلخال قائلاً:
> “رنَّتْ بأُذني رنَّةُ الخلخالِ وبلفتةٍ منّي رأيتُ غزالي”
كما قال الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم:
> “وتبسمتْ، حتى أقول تبسمتْ وتمايلتْ، فترنّم الخلخالُ”
هذه الأبيات تُظهر كيف أن صوت الخلخال كان يُعتبر رمزًا للجمال والأنوثة.
في السينما: “رنة الخلخال” فيلم درامي
في عام 1955، عُرض فيلم “رنة الخلخال” من إخراج محمود ذو الفقار وبطولة مريم فخر الدين. تدور أحداثه حول فتاة ضالة تجد مأوى عند صاحب فرن، وتُثير الفتن بينه وبين ابنه، مما يؤدي إلى تطورات درامية.
في الغناء: أغنية هيثم شاكر
في عام 2023، طرح الفنان هيثم شاكر أغنيته “رنة خلخال”، التي كتب كلماتها إيهاب عبد العظيم، ولحنها كريم محسن. تتحدث الأغنية عن تأثير جمال المرأة ورنة خلخالها على مشاعر الرجل، وتُظهر كيف أن هذا الصوت يُثير الانتباه ويُعبّر عن الجمال الأنثوي.
“رنة خلخال” ليست مجرد صوت، بل هي رمز ثقافي وفني يُعبّر عن الجمال والأنوثة. من خلال الأدب، السينما، والغناء، استمرت هذه الرنة في التأثير على الوجدان العربي، مُظهرةً كيف يمكن لصوت بسيط أن يحمل معاني عميقة ويُثير المشاعر.