سلسلة شعر وشعراء: تلك مدينتي

بقلم:محمد فوزي القماش
على الأريكة جلستُ،
متكئًا… أراقبك من بعيد.
وعبر الشرفة،
يلوح لي جمالك الدائم،
ويبدو ذلك الكهف قابعًا
في مكانه بلا حراك،
يراقبنا… يتأملنا
في تؤدة وسكينة،
لا تبدو عليه تجاعيد الزمن.
ثم تأتي الشمس زاحفة
من تعب يومٍ طُوي،
لتختفي خلفه… طالبةً مكان أمان.
تتسلل ليلًا لتشرق ثانية،
فيعاودها الحنين إليه
صيفًا أو شتاءً،
فتعاود الكرّة تلو الكرّة،
والمرة تلو المرة،
بأشعتها الذهبية
التي تتلاشى رويدًا رويدًا،
فترسم منظرًا يخلب الألباب،
معلنةً ساعة الغروب…
حالمة، حانية،
لتُكمل الصورة
معلنةً وقت الاحتواء:
الغروب… السكون.
وتبدو مساكننا الشعبية،
يومنا هذا الوحيدة
ذات الخمسة والأربعة طوابق،
باديةً جمالها،
يحدّها ذلك الكهل
الذي هي منه،
يُظهرها بخلفية الأمان،
عبقرية المكان،
وسحر فتان.
ويظهر في الصورة
مبنى المدرسة،
هذه وتلك المئذنة،
وتظهر مدخنة بأبخرة
تتصاعد عرقًا للشغّالة،
تتعانق في لوحة بارعة الجمال:
الطبيعة، وخالقها، والإنسان.
هذه وتلك… مدينتي،
الصغيرة… الكبيرة،
وذلك الفلا الممتد،
يزيدها جمالَ سحرٍ فتان
لا يراه إلاي،
ولا يترجمه سواي.
في دمي عشقُ هذا الجمال،
أعيشه، أحياه،
يومي، وأمسي،
وكل أيام دنياي.