الأدب

الجدة الطيبة

بقلم: أحمد حسني القاضي الأنصاري

في زمنٍ مضى، كانت هناك امرأة طيبة، يضيء وجهُها كالقمر، ويبعث دفؤها الطمأنينة في النفوس.

جدة لا تعرف الغضب، وإن قالت “لا”، فإنها تكسوها الحنان والرقة.

كانت تجمع شمل العائلة في حضنها، كما تجمع الفرحةُ القلوب.

يفوح من ثيابها عبق الطيب والريحان،

وتداوي بيديها كل وجع، تطبطب وتواسي وتُسكن الألم.

كانت تروي الحكايات عن أيام السقّاء، والوابور،

وعن اللقمة المباركة التي تشبع القلوب قبل البطون،

وعن الستر، والرضا، وخبز التنور المدهون بالسمن البلدي.

وكانت تقول:

يا بُنيّ، لا شيء أغلى من لُقيا الأهل،

ولا أطيب من كلمة صادقة تخرج من القلب،

ولا أعظم بركة من دعوةٍ خالصةٍ من جدةٍ دامعة، ولكن قلبها عامر بالحب.

من كانت له جدة، فقد امتلك كنزًا لا يُقدّر،

ومن فارق جدته، فليدعُ لها،

وليورّث أولاده من حنانها ما يبقى في القلوب ما بقي الزمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى