
بسمله السيد عيد
البعض يرى أنّه لا حياة بلا شخصٍ بعينه؛ لا عمل، ولا فرح، ولا معنى للعيش بدونه. الخوف الدائم من فقده يسيطر على القلب، والتنازلات تتكرّر مرةً بعد أخرى، خوفًا الهجر والابتعاد. وهنا لم يكن الحبّ حبًّا صحيًّا، بل يتحوّل إلى قيد خانق يُسمّى التعلّق المرضي؛ حيث يُستعبد القلب، ويغيب العقل، وتُسلب الروح حريّتها، وتؤسر في سجن التعلق.
التعلق المرضي
– التعلق المرضي هو ارتباط عاطفي مفرط وغير صحي بشخص آخر، حيث يصبح الفرد معتمدًا بشكل كبير على هذا الشخص لتلبية احتياجاته العاطفية وشعوره بالأمان، مما يؤدي إلى تفكك العلاقات وعدم الاستقرار النفسي وفقدان الشخص لاستقلاليته.
أسباب تطور التعلق المرضي
1. جذور الطفولة:
تبدأ حالات التعلق المرضي غالبًا في مرحلة الطفولة المبكرة، وربما تستمر إلى مرحلة البلوغ إذا لم يتم علاجها.
2. مشكلات في العلاقات المبكرة:
قد يرتبط بالصعوبات في العلاقات العاطفية المبكرة مع الوالدين أو مقدمي الرعاية.
الآثار السلبية للتعلق المرضي
– فقدان السلام النفسي .
– استنزاف المشاعر والطاقة.
– الدخول في علاقات سامه او غير متوازنه .
التعلق بشخص متوفي
– التعلق بشخص متوفى هو تجربة طبيعية في إطار الحزن، لكنه يتحول إلى مرض إذا وصل إلى درجة التعلق المرضي الذي يؤثر على حياة الشخص الطبيعية، ويمكن علاجه بالاستعانة بالدعم النفسي المتخصص، تعزيز الثقة بالنفس، المشاركة في أنشطة جديدة، تقبل مشاعر الحزن، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
هل التعلق بشخص متوفي مرضا ايضًا ؟
– التعلق هو شعور طبيعي بالمودة تجاه شخص عزيز
في سياق الفقد، يعتبر التعلق بالحزن طبيعيًا؛ لكنه يصبح مرضًا (تعلق مرضي) إذا كان ارتباطًا عاطفيًا غير متوازن يعتمد فيه الشخص على هذا المتوفى بشكل كبير لتلبية احتياجاته العاطفية والشعور بالأمان، مما يؤدي إلى صعوبة المضي قدمًا في الحياة أو التعامل معها.
الفرق بين التعلق المرضي والحب الصحي
– بإختصار شديد التعلق يساوي خوف وسيطرة وفقد وعدم توازن في العلاقه، بينما الحب هو امان واستقرار واحترام ومساواة وحدود ومساحة شخصية.
كيفية التعامل مع التعلق المرضي
1. استشارة متخصصين:
من الضروري استشارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي للحصول على المساعدة المتخصصة.
2. العلاج النفسي:
تعتبر العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعّالة في معالجة هذا الاضطراب.
3. تطوير الثقة بالنفس:
العمل على تعزيز الثقة بالنفس واكتشاف نقاط القوة الشخصية.
4. توسيع الدائرة الاجتماعية:
البحث عن أنشطة جديدة وهوايات، والتعرف على أصدقاء جدد لكسر دائرة التعلق.
5. تعلم مهارات جديدة:
اكتساب مهارات جديدة يمكن أن تساهم في تعزيز الاستقلالية والثقة بالنفس.
6. وضع حدود صحية:
التحدث مع الشخص المتعلق به بشكل صارم وواضح لتحديد الحدود وتوضيح المشاعر.
” الحب الحقيقي يحرر الروح ، بينما التعلق المرضي هو سجن لا يليق بالقلب على عكس الحب تماما “.