بقلم: إيمان دويدار
الارتياح ليس ضحكةً عالية، ولا نصرًا يُصفَّق له، ولا بابًا يُفتح فجأة على اتساعه، بل هو تلك اللحظة الهادئة التي تشعر فيها أن قلبك عاد إلى وضعه الطبيعي، بعد أن ظلّ طويلًا مشدودًا كوترٍ خائف من الانقطاع.
هو أن تضع رأسك آخر النهار دون أن تراجع معاركك واحدةً واحدة، دون أن تحاسب نفسك على ما لم يحدث، ودون أن تُقنع روحك بأنها كانت قوية بما يكفي. الارتياح أن تتوقّف عن الشرح، عن التبرير، عن محاولة الظهور كما يُراد لك، وتسمح لنفسك أن تكون كما هي.
يأتي الارتياح حين تجد مكانك، لا بالضرورة مكانًا جغرافيًا، بل موضعًا في قلب إنسان، أو في فكرة، أو في قناعةٍ أخيرًا استقرّت. هو أن تشعر أن لا شيء يُطاردك، لا خوف، ولا سؤال، ولا انتظار مؤلم.
الارتياح يشبه نسمةً خفيفة في قيظٍ طويل؛ لا تُغيّر الطقس، لكنها تُغيّرك أنت. يزورك فجأة، دون مقدمات، حين تكفّ عن الركض، وتتصالح مع أن بعض الأبواب أُغلقت لأن الطريق الحقيقي لم يكن خلفها.
هو حالة صدق مع النفس، حين تعترف بأنك تعبت، وأنك لا تريد المزيد الآن، وأن هذا يكفي. أن تقول: “هنا أقف”، دون شعور بالهزيمة، بل بامتنانٍ خفي لأنك وصلت.
وفي الارتياح، تتعلّم أن السعادة ليست صخبًا دائمًا، بل سكونٌ مؤقّت يرممك، لتعود بعدها أخفّ، وأهدأ، وأقرب إلى نفسك… وهذا وحده نعمة.
