د. إيمان بشير ابوكبدة
شهدت الزيارة الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى بريطانيا تصعيدًا غير مسبوق، حيث أقدم محتجون على عرض صور له مع رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين على أسوار قلعة وندسور الملكية قبل ساعات من لقائه بالملك تشارلز الثالث. أثار هذا الحدث ضجة واسعة وأدى إلى اعتقال أربعة أشخاص بتهمة “الاتصالات الخبيثة” بعد هذا “العرض غير المصرح به”.
تفاصيل الاحتجاج والمحتوى المعروض
وصل ترمب إلى بريطانيا في زيارة رسمية، وفوجئ الجميع بظهور لافتة ضخمة تحمل صورته مع إبستين بالقرب من القلعة. ولم يكتف المحتجون بذلك، بل عرضوا لاحقًا عدة صور ومقاطع على أحد أبراج القلعة، شملت:
صورة لترمب وإبستين: وهي الصورة التي أثارت الاحتجاجات الأساسية.
رسالة مزعومة من ترمب: عرض المحتجون رسالة يزعمون أن ترمب كتبها لإبستين قبل أكثر من 20 عامًا، حيث تضمنت توقيعًا بخط اليد ورسماً، وهي رسالة نفت الإدارة الأميركية صحتها.
صور أخرى: تم عرض صور للأمير أندرو إلى جانب إبستين، بالإضافة إلى صور لضحايا القضية ومقاطع إخبارية وتقارير شرطة.
تداعيات سياسية: إقالة السفير
جاءت هذه التطورات في وقت حرج للحكومة البريطانية، حيث أقال رئيس الوزراء كير ستارمر مؤخرًا السفير البريطاني في واشنطن، بيتر ماندلسون، بسبب علاقاته الوثيقة بجيفري إبستين التي كشفت عنها رسائل بريد إلكتروني. برر ستارمر إقالته بأنه لم يكن على علم بعمق هذه العلاقة.
هذه القضية تضع ستارمر في موقف صعب، خاصةً أن إدارة ترمب كانت تربطها علاقات وثيقة بماندلسون، مما قد يؤثر على اللقاءات الرسمية.
استقبال ملكي رسمي ومباحثات دبلوماسية
رغم هذه الأجواء المشحونة، من المقرر أن يحظى الرئيس ترمب وزوجته ميلانيا باستقبال ملكي مهيب، يشمل جولة بالعربة الملكية ومأدبة رسمية. كما سيلتقي ترمب مع رئيس الوزراء ستارمر في قصر تشيكرز لمناقشة قضايا هامة مثل الاستثمار، وتخفيض الرسوم الجمركية، وجهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، والوضع في قطاع غزة.
وستجري هذه اللقاءات وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية الوفدين من الاحتجاجات المناهضة لترمب. يرافق الرئيس الأميركي وفد كبير، يضم وزير الخارجية ماركو روبيو الذي سيجري محادثات مع وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر.
