د/ حمدان محمد
فقد الأحبة ابتلاء عظيم يمتحن الله به عباده وخاصة إذا كان المفقود ولدا أو بنتا فالمصيبة في الولد تهز القلب وتدمع العين ولكن المؤمن يثبت ويحتسب أجره عند الله سبحانه وتعالى
وقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم وفي رواية قيل له واثنان قال واثنان فقيل وواحد قال وواحد )هذا يدل على أن من صبر واحتسب عند موت ولده والولد هنا يطلق على الذكر والأنثى كان له عند الله أجر عظيم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد)
هذا وعد من الله وبشارة عظيمة لكل من فقد ولدا أو بنتا فالحزن طبيعي والدمع رحمة ولكن الجزع والسخط يضيع الأجر والصبر والرضا يرفع الدرجات ويكفر السيئات
فإن موت الولد ليس نهاية المطاف بل هو انتقال إلى رحمة الله ونعيمه وإذا صبر الأب والأم فإن ولدهما يكون شفيعا لهما يوم القيامة ويأخذ بأيديهما إلى الجنة بإذن الله
فلتكن رسالتنا إلى كل أب وأم فقدوا ولدهم أن الله أرحم بهم من أنفسهم وأن هذه المحنة قد تخفي في طياتها منحة عظيمة وهي الجنة والشفاعة وبيت الحمد في دار الخلود
