د.نادي شلقامي
لا وجود لمكان آمن، فكل شبر في غزة يتحول إلى رقعة للموت.
صرخة الأمم: الجنوب ليس ملاذاً، بل ‘أماكن للموت’
في تصريح هزّ الضمير العالمي، أكدت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، الحقيقة المروعة: لا مكان آمن يلوذ به الفلسطينيون المهجرون قسراً من مدينة غزة. هذا ليس مجرد تقرير، بل اتهام صريح، حيث وصفت المنظمة الدولية المناطق التي حددتها إسرائيل للنازحين في الجنوب بأنها ليست سوى ‘أماكن للموت’. فبينما يُجبر الآلاف على النزوح تحت تهديد القصف، يتبين أن وجهتهم المزعومة للأمان ليست إلا فخاً، ليصبح النزوح رحلة من بؤرة خطر إلى أخرى.
وقال الناطق باسم منظمة ‘يونيسف’ جيمس إلدر، للصحفيين في جنيف، إن ‘فكرة وجود منطقة آمنة في الجنوب مهزلة، وأن القنابل تُلقى من السماء بوتيرة مرعبة لا يمكن التنبؤ بها، والمدارس التي حُددت كملاجئ مؤقتة تُحوّل بانتظام إلى ركام، والخيام تحرقها الغارات الجوية على نحو ممنهج’.
وشدد إلدر على أن ‘إصدار أمر عام أو شامل بإجلاء المدنيين لا يعني أن الذين يبقون يفقدون حقهم في الحماية كمدنيين’، محذرا من أن ‘ما يُسمى بالمناطق الآمنة هي أيضا أماكن للموت’.
وذكر أن المواصي في خان يونس ‘أصبحت الآن واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، مكتظة بشكل بشع وقد جُرّدت من أبسط مقومات البقاء’.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة بدأت في أواخر العام 2023 ‘تفنيد فكرة المنطقة الآمنة المعلنة من طرف واحد’، مؤكدا أن ‘القانون واضح جدا’.
وقال إنه ‘تقع على عاتق إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية ضمان أن تحوي المنطقة الآمنة كافة مقومات البقاء: الغذاء والمأوى والصرف الصحي، ولا يتوفر أي من هذه المقومات بالمستوى الملائم للسكان’.
وأكد إلدر أن الأمم المتحدة كانت قد ‘افترضت على الأقل في البداية أن هذه الأماكن لن تتعرض للقصف، لكن خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، تعرضت المناطق الآمنة المعلنة للقصف عشرات المرات، وتعرض النازحون ‘في الخيام لغارات جوية’.
