بقلم : جمال حشاد
في السنوات الأخيرة، برز جيل Z (المولودون تقريبًا بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الثاني من الألفية) كقوة محركة للتغيير الاجتماعي والثقافي. هذا الجيل الذي نشأ في عالم رقمي مفتوح، يمتلك وعيًا عميقًا بالقضايا الإنسانية والبيئية، ويتميز بقدرته على استغلال التكنولوجيا للتأثير والتعبير عن آرائه. ومن أبرز المجالات التي يقود فيها جيل Z التغيير هو قضية التعليم، حيث أصبح الشباب ليسوا مجرد متلقين للمعرفة، بل مشاركين في إعادة تشكيل مفهوم التعليم نفسه.
وعي جديد بالتعليم كحق أساسي:
يدرك جيل Z أن التعليم ليس مجرد وسيلة للحصول على وظيفة، بل حق إنساني وأداة للتحرر والعدالة الاجتماعية. كثير من الشباب في هذا الجيل يرفعون أصواتهم ضد التفاوتات التعليمية، سواء داخل بلدانهم أو على مستوى العالم، ويطالبون بنظم تعليمية أكثر عدلاً وشمولًا.
التكنولوجيا كأداة للتأثير:
يستخدم شباب جيل Z المنصات الرقمية مثل تيك توك، إنستغرام، ويوتيوب لنشر أفكارهم والدعوة إلى إصلاحات تعليمية. هذه الأدوات وفرت لهم صوتًا عالميًا يمكن أن يصل إلى ملايين الأشخاص في لحظات قليلة، مما جعلهم مؤثرين في صياغة النقاش العام حول التعليم.
الابتكار في طرق التعلم:
لا يكتفي جيل Z بالمطالبة بإصلاح التعليم، بل يسعى أيضًا لتجربة طرق جديدة للتعلم. فهم يؤمنون بالتعلم الذاتي، والدورات الإلكترونية، ومصادر المعرفة المفتوحة، ويرون أن التعليم يجب أن يكون متاحًا للجميع في أي مكان وزمان. هذا التوجه ساعد على خلق بيئات تعليمية بديلة أكثر مرونة وحداثة.
القيادة في المبادرات المجتمعية:
أطلق كثير من شباب جيل Z مبادرات محلية ودولية لدعم التعليم، مثل حملات تمويل جماعي لتوفير أدوات مدرسية، أو برامج تطوعية لتدريس الأطفال في المناطق الفقيرة، أو مشاريع توعية بأهمية التعليم للفتيات. هذه المبادرات الصغيرة تتراكم لتشكل حركة واسعة تدفع نحو التغيير.
نحو تعليم أكثر عدلاً وشمولًا:
من خلال وعيهم، وجرأتهم، واستخدامهم الذكي للتكنولوجيا، يضع جيل Z بصمته في مستقبل التعليم. إنهم لا يقبلون بنظام جامد وغير عادل، بل يسعون نحو نظام تعليمي يتسم بالمرونة، المساواة، والاستدامة، ليكون التعليم وسيلة لبناء مجتمع أكثر إنصافًا وتقدمًا ملحوظا.
