كتبت/ رانده حسن
أوصى الله سبحانه وتعالى الأبناء بالوالدين ، كما أوصى الله
الوالدين بالأبناء ، وكثيرا مانسمع عن عقوق الأبناء بالوالدين ،
ولكن هذه المرة عن عقوق الأمهات….
الجميع يعلم مدى حب الأم وتفانيها فى خدمة أولادها ،
وتفضيلهم على نفسها ، وتريد لهم الحب والسعادة …والتفوق.
ولكن بعض الأمهات ليست كما وصفت سابقا ، بل العكس الصحيح.
فهناك أمهات متسلطة على أولادهن ، خاصة إذا كانت أنثى….
يتبادر السؤال الفورى ….
– ماسبب تسلط الأم وظلمها لأبنتها مما يدفع شخصيةوكيان
تلك الفتاة إلى الكسر والخذلان ؟
تكسر الفتاة وتشعر بالذل والمهانة من الأسلوب المتبع فى تربيتها
فتلك الفتاة تجد الفرق فى المعاملة بينها وبين أخيها الذكر
أو بينها وبين أى أقارب آخرين إذا تواجدوا ….
فنجد الأم تفضل ابنها (كونه ذكر) ،،،،،ومازالت تلك العقلية
متواجدة حتى الآن ونحن على أعتاب القرن الثاني والعشرين
خاصة فى المناطق (الريفية أو الصعيد)…
الأم عقلها مبرمج تلقائيا منذ الصغر أن الذكر أهم ، أفضل ،
أقوى ، …. إلخ
ولذلك تم تهيئتها من الأم الأكبر (الجدة) ،العمات ، الخالات ،
جميع الأهل تقريبا ذو تلك العقلية ….العقيمة المخالفة للشريعة الإسلامية…ولكنها عادات وتقاليد تربى عليها المجتمع …
وتلك بعض من آيات القرآن الكريم تؤكد على المساواة في الخلق والأصل:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾: (الحجرات: 13)
توضح هذه الآية أن أصل الإنسان من ذكر وأنثى، وأن التفاضل لا يكون بالنسب بل بالتقوى والعمل الصالح.
آيات تؤكد على المساواة في الجزاء والثواب:
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ (النساء: 124)
تؤكد هذه الآية أن الذكر والأنثى متساويان في جزاء العمل الصالح، فمن يعمل الأعمال الصالحة من الجنسين وهو مؤمن، يدخل الجنة.
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران: 195)
تشير هذه الآية إلى مساواة العمل الصالح لكل من الذكر والأنثى، وأنهم يمثلون كيانًا واحدًا لا يتجزأ.
آيات تؤكد على المساواة في التكاليف الدينية والأخلاقية:
﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ… أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾: (الأحزاب: 35)
نجد الأم تعامل ابنتها (الأم ) المستقبلية بطريقة سلبية وقاسية
و تفرق بينها وبين الذكور .
عليكى أيتها الأم تعلمى أبنائك جميعا الأخلاق والرحمة
والحب والتعاطف ، كى يحن ويعطف ويرق الأخ على أخته…
لأن الأخ يتعامل من خلال أنه ذات رتبة الدرجة الأولى..
بينما أخته ، لا أهمية لها ….حتى فى الميراث الشرعى
الذى أحله الله للأنثى…..تقوم الأم بتشحيع الإبن بعدم إعطا ء
الأخت ميراثها……وكان الله فى عون المحاكم الشرعية
التى تمتلىء بتلك القضايا….
لا يرضى الله الظلم لعباده ، خاصة النساء ، فقد كرم الله النساء
وأوصى عليهن رسول الله صل الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيرا….. ورفقا بالقوارير)….
فدعوة لكل أنثى بتوعيتها وتثقيفها بالتصدى لذلك الظلم ،
المتوغل فى المجتمع….
التمرد على وضعية أنك إنسان من الدرجة الثانية أو الثالثة
أو ربما ليس لك درجة منذ البداية ….
اخرجى من ذلك القمع الذى تعانين منه من صدمات نفسية
مجتمع تربى على تدليل الذكر وتسخير كل ما فيه لخدمته
مما أدى إلى إختلال التوازن الطبيعى كون الرجل المسؤول
عن المرأة ، ورعايتها وحمايتها ، التى أصبحت مسؤولة عن تلبية رغباته وأوامره…
وأصبح المسمى لذلك الكارما الذكورية التى تعانى منها النساء
الجيل الجديد…..استوعب جيدا تلك اللعنة ، وقام باستيعاب
ذلك السيناريو الدرامى المتكرر لسنين عدة ، عبر أجيال وأجيال..
. ..علم أن الأم المتسلطة تلك التى تربت فى مجتمع ذكورى
ذات أفكار مرسخة ثابتة جامدة….داخل العقل اللاواعى ….
ومن ناحية أخرى عدم تثقيفها وعدم معرفتها بأنها معززة ومكرمة
من الله سبحانه وتعالى……
. لن نحاسب تلك الأم على درجة وعيها …وتربيتها وتنشئتها
ولكن هناك التغيير القادم …من خلال:
ان تقوم الفتاة حاليا والأم المستقبلية ،تقبل وتتحرر من هذه
الافكار….
ان تعملى على وعيك بذاتك وإعتدادك وحبك لنفسك وتنميتها ثقافيآ وروحيآ وستختفي هذه الإنعكاسات بالتدريج….
ساعدى نفسك وحاولي التحرر من وعي الضحية وكوني أنت
أداة للتغيير لحياتك الشخصية والإجتماعية والأسرية…
كونى الإبنة البارة بوالديكى ، الرحيمة بأخوتك جميعا ،
كونى الإبنة البارزة و المتفوقة علميا ودراسيا …وقبلها خلقيا
كونى المنارة التى تضىء عتمة الظلام ، والجهل بأن الأنثى
خلقت لتخدم فقط ، بل هى المفضلة ، المكرمة ، هى من
تجعل أسرتها ، ومجتمعها يفخربكونها……………. مميزة ….
