قصة قصيرة
بقلم د.نادي شلقامي
في قلب كل إنسان، هناك زاوية محفوظة لأول لقاء، لأول كلمة “أحبك”، ولهذا الوجه الذي رسم ملامح الشباب. كانت قصة “أحمد” و”سارة” واحدة من تلك قصص المدينه الهادئة التي نشأت في إحدي المدن المصرية، قصة غريبه حتي علي أصحابها يتعجبون لها ولكن هذا هو القدر. قصه كل فصولها تقول إن اراده الله وعوض الله فوق كل شئ
قصه اثنين تعارفوا في بدايه الحياه كزميلين في العمل لم يربط بينهما اي مشاعر وتفرقا في الحياه
لتبدأ فصول قصتهما بعيدة كل البعد عن بعضهما، فصول مليئة بالوحدة والحنين. فعاش كل منهما حياته فتزوج هو وعاش حياه مستقره مع زوجته التي أنجبت له طفلين ولكن لم يشاء القدر اسعاده كثيرا حيث أصيبت زوجته بالمرض اللعين ليعيش هو اكثر ايام حياته حزنا علي رفيقه عمره والتي كانت تعاني امام عينيه لسنوات لم يستطع إنقاذها من هذا المرض لتموت وتترك له أولاده ليبدأ مرحله اخري في تربيه أولاده حتي أصبحوا رجالا يعتمد عليهم وتخرجوا من أعظم الكليات
اما هي فقد تزوجت زواج صالونات وعاشت حياه مستقره مع زوجها ورزقها الله بالبنات والبنين وعاشت حياه كلها كفاح تقف بجانب زوجها وتربي اولادها وبعد مرور سنين عديده انفصلا لظروف أسرية لتعيش الحزن والوحده وهي تسأل نفسها ماذا فعلت ليحدث لي هذا. وأصبح كل ما في خاطرها هو كيف تخرج ابنائها من الحزن وأخذت تربي أولادها وهي حزينه تخبئ دموعها لتظهر قويه امام كل من حولها ومرت الايام بهما كل واحد في طريقه
حتى يتدخل الفيسبوك” ليصبح جسرًا رقميًا يربط سنوات الشتات والضياع.
في ليلة شتوية باردة (حيث كانت سارة)، كان أحمد يتصفح قائمة “أشخاص قد تعرفهم” على فيسبوك . ظهرت صوره بروفايل لزميلته القديمة بابتسامتها المعهودة. تردد في البداية، لكن القدر لعب لعبته وتجرأ و أرسل لها طلب صداقة
لم يمر وقت طويل حتى وافقت علي طلب الصداقه. وبدأت المحادثات حذرة في البداية، يحكي كل منهما قصة غياب السنوات، والآلام، والنهايات المؤلمة. ثم تحولت المحادثات إلى تعود وإحساس بأن القدر جمع بين اثنين في اخر البلدان ليعوض ما حدث لهم من حزن وألم وغدر. اكتشفا أنهما كأنهما رجعوا بالزمن لأيام الشباب
ونشب بينهم حب كبير، لم يكن الحب شابًا خجولًا، بل كان “شراسة” النضج والحاجة واليأس. كانت نارًا أشعلتها الوحدة المتبادلة واليقين بأن العمر لن يسمح بفقدان هذه الفرصه وفي خلال ستة أشهر من المكالمات اليومية ورسائل “المسنجر” التي لا تتوقف، أدركا أن القدر جمعهما ليعوض ما حدث لهما في الماضي. وتزوجا . تمت مراسم الزواج الشرعي.
هما الآن زوجان، تحت سقف واحد .متسلحين بالإيمان بأن هذا الحب الذي نجا بالزواج، والبعد، والقدر، سيصمد أمام أي شيء.
في النهاية، قصتهما دليل على أن الحب الحقيقي ممكن أن يبدأ في اي سن وفي اي مكان وان عوض الله ممكن أن يأتي في اي وقت فلا تيئس.
وكان كل لقاء بين أحمد وسارة هو بداية حياة جديدة كتبها القدر بأيدي التكنولوجيا.
