د. إيمان بشير ابوكبدة
أطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) تحذيرًا بشأن تزايد استخدام السجائر الإلكترونية بين القاصرين، حيث يُدخنها ما لا يقل عن 15 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عامًا حول العالم. وتشير البيانات إلى أن احتمالية تدخين الشباب للسجائر الإلكترونية تزيد بمعدل 9 أضعاف مقارنة بالبالغين.
إلى جانب هذا الانتشار، كشفت دراسات علمية مقلقة أن بعض أنواع السجائر الإلكترونية، خاصة تلك المُخصصة للاستخدام مرة واحدة، تُطلق مستويات خطيرة من المعادن السامة مثل الرصاص والنيكل والكروم، مما قد يجعلها أكثر خطورة في بعض الأحيان من السجائر التقليدية، ويستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة.
الانتشار بين الشباب يدق ناقوس الخطر
في أول تقدير عالمي لها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن السجائر الإلكترونية أصبحت تشكل تهديداً متزايداً، خاصة وأن قطاع التبغ يسعى لتعويض انخفاض مبيعات السجائر التقليدية عبر تسويق هذه المنتجات كبدائل. وبالرغم من أن شركات التبغ تزعم استهداف المدخنين البالغين لمساعدتهم على الإقلاع، إلا أن الإحصاءات تشير إلى أن الشباب هم الهدف الأبرز.
وقد دفع هذا الانتشار المتزايد الحكومات والمنظمات الصحية إلى الدعوة لفرض تنظيمات أكثر صرامة على منتجات النيكوتين الجديدة لحماية الفئة العمرية الأصغر.
أخطر من السجائر التقليدية؟ معادن سامة في الرذاذ
لطالما سُوّقت السجائر الإلكترونية على أنها بديل “أكثر أمانًا”، لكن الأبحاث الحديثة تتحدى هذه الفرضية بقوة.
كشفت دراسة نُشرت في مجلة ACS Central Science عن نتائج صادمة:
معادن خطيرة: اختبر الباحثون 3 علامات تجارية شائعة للسجائر الإلكترونية القابلة للاستخدام مرة واحدة، ووجدوا أنها تُطلق مستويات عالية من الرصاص والنيكل والأنتيمون، وهي مواد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي وتلف الأعصاب.
مستويات تفوق السجائر العادية: أظهرت النتائج أن كمية الرصاص المُطلقة من أحد الأنواع المُختبرة خلال الاستخدام اليومي تفوق ما تُطلقه حوالي 20 علبة سجائر تقليدية.
الحاجة للتنظيم: أكد الخبراء، مثل بريت بولين من جامعة كاليفورنيا، أن هذه المخاطر ليست فقط أسوأ من أنواع السجائر الإلكترونية الأخرى، بل في بعض الحالات أسوأ من السجائر التقليدية، مما يوجب الإسراع في تطبيق القانون لوقف بيع هذه المنتجات خاصةً تلك ذات النكهات التي تستهدف الشباب.
مخاطر صحية لا تزال مجهولة
تؤكد جمعية القلب الأمريكية أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الدراسات لفهم الآثار طويلة المدى للسجائر الإلكترونية على صحة القلب والأوعية الدموية والرئتين، مشددة على أن أخطارها ومكوناتها “لا تزال غير معروفة بشكل كامل”.
ودعت الجمعية إلى التركيز على:
تحديد الآثار البيولوجية للمكونات الكيميائية الشائعة في السوائل (مثل النيكوتين، البروبيلين جليكول، والجلسرين).
إجراء دراسات جزيئية ومخبرية لتحديد الآثار البيولوجية قبل أن تظهر الأضرار طويلة المدى التي قد تستغرق عقودًا.
لهذه الأسباب، لا تُوصي جمعية القلب الأمريكية باستخدام السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين، مشيرة إلى الافتقار إلى بيانات السلامة العلمية طويلة الأجل واحتمال الاعتماد طويل الأمد على هذه المنتجات، خاصة بين الشباب.
