نجده محمد رضا
في قلب أوروبا الغربية، وتحديدًا بين الغابات الخضراء والتلال الهادئة، توجد نقطة جغرافية فريدة تُعرف باسم “مثلث الحدود” وهي المكان الذي تلتقي فيه حدود ثلاث دول أوروبية ألمانيا وهولندا وبلجيكا.
هذه النقطة الصغيرة تجمع بين ثلاث ثقافات وثلاث لغات وثلاث أنظمة مختلفة، لكنها في الوقت نفسه تمثل رمزًا للتعاون الأوروبي والسلام بعد قرون من الحروب والانقسامات.
الموقع والتاريخ
يقع مثلث الحدود بالقرب من مدينة آخن الألمانية وقرية فالس الهولنديةوبلدةكيلميس البلجيكية
يعود ترسيم هذه الحدود إلى القرن التاسع عشر بعد سقوط الإمبراطورية النابليونية، حين أعيد رسم خريطة أوروبا وفق اتفاقيات معقدة بين القوى الكبرى آنذاك.
ومن الطرائف التاريخية أن هذه المنطقة كانت تضم في الماضي دولة صغيرة جدًا تُعرف باسم نيوترال مورزيت دولة “مستقلة” لم تتجاوز مساحتها بضعة كيلومترات مربعة، لكنها كانت موضع جدل بين الدول الثلاث حتى اختفائها نهائيًا عام 1920.
وجهة سياحية فريدة
اليوم، أصبح هذا المثلث أحد أشهر المقاصد السياحية في أوروبا، حيث يستطيع الزائر أن يعبر من دولة إلى أخرى بخطوة واحدة فقط! نُصبت في الموقع أعمدة حجرية تحمل أعلام الدول الثلاث، كما توجد منصة مرتفعة تُتيح إطلالة بانورامية مذهلة على الغابات والقرى المحيطة.
المنطقة مجهزة بممرات للمشي، ومقاهٍ صغيرة تقدم المأكولات المحلية من الثقافات الثلاث، مما يجعلها تجربة سياحية وثقافية لا تُنسى.
رمز للوحدة الأوروبية
في وقت كانت فيه الحدود تعني الحواجز والانقسام، أصبح مثلث ألمانيا وهولندا وبلجيكا رمزًا لوحدة الشعوب الأوروبية.
لا وجود اليوم لنقاط تفتيش أو حواجز؛ فقط طبيعة ساحرة وتعايش سلمي يعكس روح
الاتحاد الأوروبي.
