لا يمكن وصف الفخر الذي نشعر به في كل مرة نشاهد حدثًا داخل العاصمة الإدارية الجديدة. ما نراه اليوم كان قبل ثماني سنوات مجرد صحراء بلا أي مظهر للحياة. إنه إنجاز هندسي وتمويلي وتشغيلي فريد، تحقق رغم التحديات الاقتصادية الصعبة التي مر بها كل مصري. لهذا، من حقنا أن نفرح، لأن جهودنا وتضحياتنا لم تذهب سدى.
وكان خطاب الرئيس السيسي بمثابة إعلان لجاهزية الدولة المصرية في مواجهة أي تطورات إقليمية. مصر اليوم مستعدة على جميع الأصعدة: التدريب، التسليح، والاستعداد العسكري، إلى جانب تحسن ملموس في الاقتصاد، وهو ما نلاحظه في انخفاض أسعار السلع الغذائية. والأمر اللافت أن هذا التراجع يحدث في شهر رمضان، الذي يمثل ذروة الاستهلاك المحلي. من الضروري تسليط الضوء على هذا التحسن، خاصة في ظل كثرة الحديث مؤخرًا عن الوضع الاقتصادي في البلاد.
ورغم هذه الجاهزية، أكد الرئيس أن خيار مصر الأول هو السلام، مشددًا على أن الحروب، حتى لو انتهت بانتصار عسكري، تظل مكلفة للجميع. وأشار إلى أن الأفضل هو توجيه الموارد نحو البناء والتنمية وتحسين مستوى المعيشة. هذه الرسالة تأتي في ظل ترويج بعض الأطراف لخيار المواجهة العسكرية، وهو ما رفضه الرئيس بوضوح.
وقد أكد الرئيس السيسي أن المقترح المصري أصبح الآن مقترحًا عربيًا بعد القمة العربية الأخيرة، وأن مصر مستعدة لتنفيذه بمجرد الاتفاق عليه. كما أشاد بالمواقف المشرفة للمصريين في مواجهة الضغوط الخارجية، مشيرًا إلى أن وحدة الصف الوطني تمثل صدمة كبيرة لأعداء الوطن، الذين لم يتوقعوا هذا التماسك الشعبي القوي.
ووجّه الرئيس رسالة واضحة إلى جميع مؤسسات الدولة بضرورة الجاهزية في مجالاتها، مشيدًا بدور القوات المسلحة في تحقيق أعلى درجات الاستعداد. وأكد على أهمية أن تحذو باقي المؤسسات حذو الجيش في الكفاءة والانضباط، وأن تتحمل مسؤولياتها في تحسين مستوى معيشة المواطنين.
وقد كان الخطاب في توقيت حرج وحمل رسائل واضحة: نحن مستعدون لأي احتمال، ولكن خيارنا هو السلام والتنمية.