نجده محمد رضا
في هذا العالم المزدحم بالوجوه، ووسط ضجيج الأيام الذي يسرق منّا لحظات الهدوء، يظلّ هناك نوعٌ نادر من العلاقات، علاقةٌ تُبنى على الروح لا على العادة، وعلى المودّة لا على المصلحة… علاقة زوجين جمع بينهما القدر، فصارا كروحٍ واحدة تسكن جسدين.
هما لا يشبهان الأزواج العاديين الذين يلتقون تحت سقفٍ واحد فحسب، بل يشبهان قلبين ينبضان في وقتٍ واحد، أحدهما يشعر بوجع الآخر دون أن يتحدث، ويفهم صمته قبل أن ينطق.
هو يراها وطنًا يسكنه، وهي تراه الأمان الذي لا يُشبه أحدًا.
يمرّان معًا بتفاصيل الحياة، بحلوها ومرّها، لكنّ الحبّ بينهما يزداد رسوخًا كجذر شجرةٍ تضرب في عمق الأرض كلّما هبّت العواصف.
لقد علّمهما الزمن أنّ الزواج الحقيقي ليس عقدًا على الورق، بل عهدًا بين روحين، تتكفّل كلّ واحدةٍ منهما برعاية الأخرى في كلّ لحظة.
هي لا ترى في عينيه رجلاً فحسب، بل ترى طفلاً تخاف عليه من قسوة الدنيا، وهو لا يرى فيها امرأةً عادية، بل يرى قلبًا يكمّل نقصه، ونورًا يضيء عتمته.
وعندما يغيب أحدهما، تبقى روحه ترفرف حول الآخر كطيفٍ من الحنين، لأنّ الحبّ بينهما لم يكن يومًا عادة، بل حياة.
هما مثالٌ للحبّ النقيّ الذي لا يهرم، ولا يُقاس بالعمر، بل يُقاس بصدق الشعور وبقوّة الارتباط بين قلبين اختارا أن يكونا معًا مهما تغيّر العالم.
فبعض الأزواج يعيشون تحت سقفٍ واحد دون روح، لكنّ هؤلاء الاثنين… يجتمعان بروحٍ واحدة حتى وإن تباعدت الأجساد.
حبّهما ليس قصةً تُروى، بل نبضٌ يتردّد في كلّ لحظة، واسمٌ يختبئ في كلّ دعاء، وحنينٌ لا ينتهي حتى آخر العمر.
