د/ حسين السيد عطيه
النباتات الطبية والعطرية من نعم الله سبحانه وتعالي علي الإنسان حيث أنها تمد الإنسان بمواد ومركّبات هامة تساعد في علاج الكثير من الأمراض، الا أنه هناك بعض النقاط التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند استخدامها ومنها :
أن بعض الأدویة الطبیعیة (المستخلصة من النباتات الطبیة) قد تشفي إنسانا ولكنها لا تنفع مع إنسان آخر بل إن بعضها قد یسبب الضرر لبعض الناس، فلیس من الضرورى على كل نبات أو عشب طبى أن یشفى كل مصاب، وهناك بعض الأمراض یمكن علاجها باستخدام عدد كبیر من الأعشاب والنباتات الطبیة، ولكن عشب معین یكون هو الأكثر تأثیراً لعلاج مریض معین وأقل فائدة عند شخص آخر، لذلك یستحسن أن نستعمل هذه الأعشاب بشكل مركب أو مزیج مكون من مجموعة من الأعشاب أو النباتات المختلفة الأنواع، ولكن كل واحد منها فعال فى معالجة المرض المطلوب الشفاء منه، وهذا المزیج یتطلب خبرة سابقة فى استخدام هذه النباتات، وهذا یختلف عن مثیله فى حالة الأدویة الكیماویة (التشییدیة).
یجب عند استعمال الأعشاب الطبیة فى العلاج أن نعرف أن تأثیرهذه النباتات والأعشاب لا یكون سریعا كما نتوقع أو كما هو الحال فى حالة استخدام العلاج بالأدویة الكیماویة المصنعة، بل تحتاج نتائجه إلى فترة ما بین من 4- 8 أسابيع وإذا لم یحدث تحسن یجب وقف العلاج أو استبداله بأعشاب أخرى.
من المهم فى استعمال النباتات والأعشاب الطبیة أن لایتجاوز المریض المقادیر المسموح بها وهذا ما یسمى فى لغة الطب “الجرعة العلاجیة” حسب المقادیر المسموح بها حیث قد تحدث أعراض نتیجة لهذا التجاوز خصوصا عند استعمال نباتات قد تكون بها مواد سامة، كما یجب الاهتمام أیضا بالجرعة المناسبة حتى عند استعمال النباتات البسیطة غیر السامة.
من البدیهي أن كمیة الجرعة العلاجیة تختلف باختلاف الدواء وجنس المریض وعمره فعلى سبیل المثال: عند علاج المرأة فى فترة الرضاعة یجب أن تمتنع عن تعاطى الأدویة المرة لأنها تقلل الحلیب وتفسد طعمه.
یجب أن یكون تعاطى الأعشاب والنباتات الطبیة غیر مصحوب بفوضى علاجیة وبدون استشارات طبیة خاصة فى علاج بعض الأمراض الجلدیة، وهذا لا یقلل من قیمة الأعشاب الطبیة فى التداوى والعلاج.
