بقلم: أحمد القاضى الأنصارى
في هذا الزمن الذي تتزاحم فيه الأصوات وتكثر فيه التضاربات، تظل بذرة الإيمان هي ملاذنا الوحيد. حين نزرع في قلوبنا تعلقًا بالله وثقةً بأنّ له حكمة في كل ما يجري، نشعر بأننا نصِل إلى الطمأنينة الداخلية. الإيمان ليس مجرد كلمة نرددها، بل نمط حياة نعيشه بكل تفاصيله من الصدق في القول، والإحسان في التعامل، والصبر عند الابتلاء.
قد تبدو الطريق طويلة والآمال بعيدة، لكن خطوة صغيرة في سبيل الحق تُحدث فرقًا في النفوس، وربما في المجتمع بأكمله. احرص على أن تكون تلك الخطوة كل يوم: قراءة، ذكر، عمل خير، كلمة طيبة تُقال. بهذا تتكوّن فيك شبكة من الطمأنينة والتواصل مع الخالق، ثم مع الناس.
ولأنّ الدنيا متقلبة، فقد نمرُّ بفترات ضعف، لكن من يوقن بأنّ الله لا يُضيّع تعب من اشتغله بجدّ، ينهض مجددًا. فلنجعل من الإيمان أُسسًا تُبنى عليها أعمالنا، ومن الصلاة مرتكزًا لحياتنا، ومن الصبر دعامة تجسّد حضورنا.
بذا، نصبح نورًا نضيء به لمن حولنا، وتكون حياتنا شهادةً أن الربّ قد وعد مَن عمل صالحًا بالرفعة. الدنيا لها زوال، لكنّ العمل الصالح يبقى. ختامًا، فلنزرع بذرة النجاة اليوم، حتى نحصد ثمرة الأبدية غدًا.
