مقالات

الشيخوخة بين الحاجة للاستقلال والتمسك بالأبناء

بقلم/ سالي جابر
أخصائية نفسية

كبار السن لا يقتنع بأن لكل شخص عمله، حياته، مايشغل تفكيره، لديهم من القناعات ما يعيقك عن التحدث إليهم بما تشعر، وبآلامك، ولآن الأيام والمشاعر تختلف من زمن لآخر، فقد تجد رجل في الثلاثين من عمره يحمل من الهم ما لا يتسع له قلبه ولاعقله، يفكر في عمله، وكيف ينجح فيه، يشغله زيادة دخله لمواجهة متطلبات الحياة، كيف ومتي يرتبط، وتبدأ لديه سلسلة من الهموم والآحزان، يسأل نفسه العديد من الآسئله المرهقة، وتتوالى عليه أحداث مؤلمة، وهذا مالا يفهمه الكثير من كبار السن، وأحيانًا عندما تتشاور معهم في الأمر تجد نفسك تدخل في حوار عقيم، من طراز صراع الأجيال، قد يصل بك الأمر إلي حد الغضب وانفجار البركان الثائر داخلك، ويبدو ذلك علي ملامح وجهك؛ ولكنك لا تشي به صراحةً . قد تهرب إلي النوم، العمل، وربما تظهر عليك بوادر الاكتئاب.
عندما يتزوج الرجل أو المرأة يصبح لديه بيت هو مسؤول فيه وعنه،قد لا يكون لديه القدرة علي اهتمامه بالعديد من الأمور، أو أنه يستطيع ذلك لكن مع توتر وألم بالغين؛ لكنه لا يستطيع عدم زيارة والديه، فيقوم بزيارتها مرة أسبوعيًا- يوم أجازته- ويقضي معهما يومًا كاملًا، قد تلوم الأم ابنتها لأنها لا تذهب إليها من فجر اليوم إلي نهايته، ولا تتذكر أن ابنتها متزوجة ولديها أبناء ولديها مسؤوليات عديدة
قد يطلب الابن من والده العيش معه حتي يطمئن عليه دائمًا ويرعاه؛ لكن أحيانًا يرفض والده لإنه يود استقلاله في منزله؛ لكنه يلوم علي ابنه عدم زيارته له يوميًا والاعتناء به، ويبكي علي ذكريات ماضيه عندما كان طفلًا صغيرًا يرعاه ليله ونهاره، ويعمل من أجل راحته، وتلبيه احتياجاته.
وقد تجد هذه المشاهد متكررة في كل البيوت المصرية، وأنت هنا يجب ألا تجادل لأن ببساطة شديدة منطق المسنين يجردك من منطقك، فكيف تغير قناعات كل هذه السنين.
فكيف للمسن تجاوز هذه الفترة والاستمتاع بحياته؟!
‏كيف للمسن أن ينعم بحياة هادئة خاليه من الألم؟!
‏كيف للمسن أن يترك أبناءه لمشاغلهم، كما كان يفعل هو في ماضيه؟!
‏فحينما لا نستطيع تغيير قناعتهم، ونظرتهم للأمور، ماذا عسانا أن نفعل معهم لننعم جميعًا بحياة هادية؟!

‏* ما هو عمر الشيخوخة؟!
‏لا أود الحديث عن العمر الزمني، لإنه قد يختلف من شخص لآخر، وهو عمومًا تراجع القدرات الوظيفية للشخص، وكما قال كاتبنا المبدع إحسان عبد القدوس: “إن العمر لا يحتسب بالسنين؛ ولكنه يحتسب بالإحساس قد تكون في الستين، وتحس أنك في العشرين، وقد تكون في العشرين وتحس أنك في الستين “
• العمر البيولوجي: وهو التبدلات التي تحدث في الجسم علي زيادة العمر ، قد نجد شخص يشيخ عند عمر أربعين سنة، وآخر لا تظهر عليه ملامح الشيخوخة عند نفس السن، ويرجع ذلك إلي أنماط الحياة، العادات الاجتماعية، العادات الصحية أكثر من الفوارق الناتجة عن الشيخوخة ذاتها.
• ‏العمر النفسي: يفسره شعور الشخص بذاته، انخراطه في عمله، مهامه، علاقاته الاجتماعية، التخطيط للقادم، كيفيه استغلال وقته .
ومهما بلغ من العمر يعتبر شابًا إذا توافرت لديه هذه النقاط السابقة
وهناك العديد من الأمراض من التغيرات التي يمر بها كبير السن منها: النسيان، قلة الانتباه، صعوبة حل المشكلات. الاكتئاب وأبرز أعراض الاكتئاب عند المسنين هي:
• فقدان الشهية
• ‏الشعور بالحزن واليأس
• ‏ضعف القدرة علي اتخاذ القرار
• ‏القلق علي الصحة
• ‏فقدلن الاهتمام
• ‏الخوف من الموت
• ‏انتقاد الذات
• ‏قلق الانفصال عن الذين يرتبط بهم
ولذلك يحاول التمسك جيدًا بالأبناء، تمسك حد الاختناق .

* لكن كيف تستثمر شبابك لقضاءشيخوخة ممتعة؟!
* ‏كيف تنعم بوحدتك،ولا تخشي الانفصال؟!
* ‏كيف تكون عالم لذاتك أنت فقط من تديره؟!
هذا ما نطرحه في المقال القادم إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى