د.نادي شلقامي
أولاً: التعريف..
1- الطبيعة: هو ورم وعائي خبيث (سرطان) ينشأ من الخلايا المبطنة للأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية (الخلايا البطانية).
2- الموقع: يمكن أن يظهر في الجلد والأعضاء الداخلية، وفي الفم، يُطلق عليه ساركوما كابوزي الفموية (OKS).
3- الأهمية السريرية: يعتبر ساركوما كابوزي في الفم شائعاً جداً كأحد الأمراض المرافقة لمتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وقد يكون العرض الأول والوحيد للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV).
4- الأنواع الرئيسية: ساركوما كابوزي المرتبطة بالإيدز (الوبائي)، والكلاسيكي، والمستوطن (الأفريقي)، وعلاجي المنشأ (المترافق مع زراعة الأعضاء).
ثانياً: الأسباب الرئيسية
1- المسبب الفيروسي: السبب الضروري والمباشر هو الإصابة بفيروس الهربس البشري 8 (HHV-8)، المعروف أيضاً باسم فيروس الهربس المرتبط بساركوما كابوزي (KSHV).
2- آلية التطور: فيروس HHV-8 ينتشر في عموم السكان، لكن الجهاز المناعي القوي يسيطر عليه. لا يتطور الورم إلا عند وجود ضعف حاد في الجهاز المناعي.
3- عوامل الخطر الرئيسية:
أ- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV): وهو أهم عامل خطر لتطور النوع الوبائي.
ب- تثبيط المناعة الدوائي: استخدام الأدوية المثبطة للمناعة بعد زراعة الأعضاء لمنع رفض الجسم للعضو المزروع.
ج- الأصل الجغرافي والعمر: كبار السن من منطقة البحر الأبيض المتوسط أو أوروبا الشرقية (للنوع الكلاسيكي)، أو سكان المناطق المستوطنة في أفريقيا.
د- طرق انتقال HHV-8: يُعتقد أنه ينتقل بشكل رئيسي عبر اللعاب، وأيضاً من خلال الاتصال الجنسي ونقل الدم.
ثالثاً: الأعراض الفموية (في الأسنان وما حولها)
تتطور الآفات الفموية عادةً من بقع مسطحة إلى كتل مرتفعة (عقد):
1- المواقع الأكثر شيوعاً:
أ- الحنك الصلب (سقف الفم الأمامي).
ب- اللثة المحيطة بالأسنان (يمكن أن تؤدي إلى إزاحة الأسنان).
ج- الحنك الرخو.
د- اللسان.
2- المظهر واللون:
أ- تظهر كبقع أو لويحات أو عقد (كتل) غير مؤلمة في البداية.
ب- تتراوح الألوان من الأحمر الداكن أو البنفسجي المزرق إلى البني.
ج- قد تبدو الآفة شبيهة بالكدمة.
3- الأعراض المتقدمة:
أ- النزيف: تميل الآفات الكبيرة إلى النزف بسهولة عند لمسها أو تنظيف الأسنان.
ب- الألم: قد تصبح مؤلمة في المراحل المتقدمة أو إذا أصيبت بالتقرح.
ج- صعوبة وظيفية: يمكن أن تتداخل الكتل الكبيرة مع المضغ، النطق، وتركيب أطقم الأسنان، وقد تسبب عسر البلع.
د- تضخم: تورم الأنسجة المحيطة (وذمة).
رابعاً: العلاج
يعتمد العلاج على حجم الآفات، عددها، وموقعها، وحالة الجهاز المناعي للمريض.
1-العلاج الأساسي (لساركوما الإيدز):
–العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (HAART): الهدف الأول هو تقوية الجهاز المناعي للمريض المصاب بالإيدز. غالباً ما يؤدي هذا العلاج وحده إلى انكماش أو اختفاء الآفات الفموية.
2- العلاجات الموضعية (للآفات الصغيرة أو المحدودة):
أ- الاستئصال الجراحي: إزالة الآفة الصغيرة جراحياً.
ب- العلاج بالتجميد (المعالجة بالبرد): تدمير الآفة بالتبريد الشديد (النيتروجين السائل).
ج- العلاج الإشعاعي: يُستخدم للآفات الموضعية الكبيرة التي لا يمكن استئصالها جراحياً، أو التي تسبب الألم.
د- الحقن الموضعي: حقن بعض أدوية العلاج الكيميائي (مثل فينوبلاستين) مباشرة في الآفة.
3- العلاج الجهازي (للآفات المنتشرة):
— العلاج الكيميائي: استخدام أدوية جهازية (مثل دوكسوروبيسين الشحمي) للآفات المنتشرة أو التي تصيب الأعضاء الداخلية.
4- تعديل مثبطات المناعة: في النوع المرتبط بالزراعة، قد يؤدي خفض جرعة أو تغيير الأدوية المثبطة للمناعة إلى تراجع الورم.
خامساً: الوقاية
تعتمد الوقاية بشكل أساسي على تجنب فيروس HHV-8 والحفاظ على قوة الجهاز المناعي.
1- منع انتقال فيروس HHV-8:
أ- تقليل مخاطر التعرض للفيروس (الذي ينتقل عبر اللعاب والاتصال الجنسي).
ب- الوقاية من HIV والسيطرة عليه:
1-الممارسات الجنسية الآمنة لتجنب الإصابة بفيروس HIV.
2- التزام مرضى HIV بالعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (HAART) للحفاظ على جهاز مناعي قوي، مما يقلل بشكل كبير من خطر تطور ساركوما كابوزي.
ج- الرعاية الصحية المنتظمة:
— الفحص الدوري للتجويف الفموي للكشف المبكر عن أي آفات ملونة أو متورمة، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر كبير (مثل مرضى HIV).
