الصحة والجمال

التهاب الكبد ب والنظام الغذائي

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

يعد التهاب الكبد ب عدوى فيروسية خطيرة تصيب الكبد، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التحكم فيها بشكل فعال. يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في إدارة هذا المرض، حيث يمكن أن يساعد في دعم وظائف الكبد، وتقليل الالتهاب، ومنع تفاقم الحالة.

ما هو التهاب الكبد ب؟

التهاب الكبد الوبائي ب هو التهاب في الكبد ناتج عن عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي ب (HBV). تسمى العدوى حادة عند أول إصابة، ثم تُصبح مزمنة عند استمرار الأعراض لمدة ستة أشهر أو أكثر. يمكن الوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي ب بتلقي جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح التهاب الكبد الوبائي ب. يمكنك الحصول على اللقاح كشخص بالغ إذا لم تتلقَّه في طفولتك. يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك إخبارك بموعد الحصول على اللقاح وعدد الجرعات.

كيف ينتشر فيروس التهاب الكبد ب؟

ينتشر فيروس التهاب الكبد “ب” عن طريق ملامسة الدم أو سوائل الجسم المصابة، مثل اللعاب. يمكن أن يدخل الفيروس الجسم من خلال جرح أو خدش أو عبر الأغشية المخاطية. يمكن أن يعيش على الأشياء والأسطح لمدة 7 أيام أو أكثر. كما يمكن أن ينتقل من الأم إلى طفلها أثناء الولادة.

أعراض التهاب الكبد ب

تختلف أعراض التهاب الكبد ب من شخص لآخر، وقد لا تظهر أي أعراض في بعض الحالات، خاصة في المراحل المبكرة من العدوى المزمنة. ومع ذلك، يمكن أن تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  الإرهاق الشديد والتعب.

  الغثيان والقيء.

  فقدان الشهية.

  آلام في البطن، خاصة في الجزء العلوي الأيمن.

  اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).

  البول الداكن.

  البراز الفاتح اللون.

  آلام المفاصل والعضلات.

  الحمى الخفيفة.

علاج التهاب الكبد الوبائي ب

قد يستمر التهاب الكبد الوبائي ب لفترة قصيرة ويزول من تلقاء نفسه دون علاج. كما قد يصبح مزمنًا، مما يؤدي إلى تلف الكبد وأمراضه. عند الحاجة، يهدف العلاج إلى منع تفاقم المرض ومنع حدوث مشاكل كبدية أكثر خطورة. قد يساعد العلاج أيضًا على تحسين وظائف الكبد وتقليل أعراضه. قد تحتاج إلى أي مما يلي:

يمكن إعطاء الأدوية للمساعدة في مكافحة فيروس التهاب الكبد ب أو منع انتشاره في الجسم.

قد يلزم نقل بلازما أو صفائح دموية إذا لم يكن دمك يتجلط كما ينبغي. البلازما والصفائح الدموية هما جزءان من الدم يساعدان على تخثره. سيتم نقل الدم عبر الوريد.

زراعة الكبد هي عملية جراحية لاستبدال كبد المريض بكبد من متبرع. قد تحتاج إلى زراعة كبد إذا كنت تعاني من مرض كبدي حاد أو فشل كبدي.

الأدوية الموصى بها لمعظم المرضى تحت إشراف الطبيي هي إما إنتيكافير 0.5 ملغ يوميًا أو تينوفوفير ديسوبروكسيل 245 ملغ يوميًا. كلاهما فعال للغاية في قمع فيروس التهاب الكبد ب وتقليل تلف الكبد وخطر الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية مع آثار جانبية قليلة جدًا وعدم التفاعل مع أدوية أخرى، ولكن يجب الاستمرار في تناولهما على المدى الطويل. 

أهمية النظام الغذائي في إدارة التهاب الكبد ب

دعم وظائف الكبد: يساعد الكبد السليم على أداء وظائفه الحيوية، مثل إزالة السموم، وإنتاج البروتينات، وتخزين الطاقة.

  تقليل الالتهاب: الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة تساعد في تقليل الالتهاب في الكبد.

منع المضاعفات: يساعد النظام الغذائي الجيد في منع تفاقم تلف الكبد وتطور أمراض خطيرة مثل تليف الكبد والسرطان.

الحفاظ على الوزن الصحي: السمنة وزيادة الوزن تزيدان من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يمكن أن يزيد من تلف الكبد لدى مرضى التهاب الكبد ب.

تحسين جودة الحياة: التغذية السليمة تساهم في تحسين مستويات الطاقة وتقليل الأعراض، مما يؤثر إيجابًا على جودة حياة المريض.

النظام الغذائي الموصى به لمرضى التهاب الكبد ب:

يركز النظام الغذائي لمرضى التهاب الكبد على الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية، مع تجنب أو الحد من الأطعمة التي قد تزيد من العبء على الكبد.

الأطعمة التي يجب التركيز عليها

الفواكه والخضروات: غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الكبد وتقلل الالتهاب. ينصح بتناول مجموعة متنوعة من الألوان لضمان الحصول على أقصى قدر من المغذيات.

الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، الأرز البني، الكينوا، والخبز الأسمر. توفر الألياف التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين الهضم.

البروتينات الخالية من الدهون: مثل الدجاج منزوع الجلد، السمك، البقوليات (العدس، الفول، الحمص)، البيض، ومنتجات الألبان قليلة الدسم. البروتين ضروري لإصلاح وتجديد خلايا الكبد.

الدهون الصحية: الموجودة في الأفوكادو، المكسرات، البذور، وزيت الزيتون البكر الممتاز. هذه الدهون تساعد في تقليل الالتهاب وتوفر الطاقة.

الماء: شرب كميات كافية من الماء ضروري للحفاظ على رطوبة الجسم ومساعدة الكلى على إزالة السموم.

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: مثل التوت، العنب، السبانخ، البروكلي، والشاي الأخضر. هذه الأطعمة تحمي الكبد من التلف.

 الأطعمة التي يجب تجنبها أو الحد منها

الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة: غنية بالدهون المشبعة والمتحولة، والسكر المضاف، والصوديوم. هذه الأطعمة تزيد من العبء على الكبد وتساهم في زيادة الوزن.

  السكريات المضافة: الموجودة في المشروبات الغازية، الحلويات، والمعجنات. يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.

  الملح الزائد: يؤدي إلى احتباس السوائل وتفاقم الاستسقاء (تراكم السوائل في البطن) لدى مرضى تليف الكبد.

الدهون المشبعة والمتحولة: الموجودة في اللحوم الحمراء الدهنية، منتجات الألبان كاملة الدسم، الزيوت المهدرجة، والسمن. تزيد هذه الدهون من الالتهاب وتراكم الدهون في الكبد.

الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا: مثل المأكولات البحرية النيئة، حيث تحتوى على بكتيريا أو فيروسات تزيد من العبء على الكبد المريض.

نصائح إضافية لمرضى التهاب الكبد ب

وجبات صغيرة ومتكررة: تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم يساعد في تقليل العبء على الكبد وتحسين الهضم.

تجنب المكملات الغذائية غير الضرورية: استشر طبيبك دائمًا قبل تناول أي مكملات غذائية أو أعشاب، حيث أن بعضها قد يكون ضارًا للكبد.

الطهي الصحي: استخدم طرق طهي صحية مثل الشوي، الخبز، والبخار بدلاً من القلي.

ممارسة النشاط البدني: تساعد التمارين المنتظمة في الحفاظ على وزن صحي وتحسين الصحة العامة. استشر طبيبك لتحديد مستوى النشاط المناسب لك.

متابعة منتظمة مع الطبيب: من الضروري الالتزام بالمواعيد المنتظمة مع طبيبك لمراقبة حالة الكبد وضبط خطة العلاج.

التطعيم: إذا كان هناك أفراد في أسرتك أو أصدقاء مقربون لم يتم تطعيمهم ضد التهاب الكبد ب، فشجعهم على الحصول على اللقاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى