د. إيمان بشير ابوكبدة
نظّمت وزارة الصحة والسكان جلسة نقاشية بعنوان «قصص نجاح في إدارة مرض الهيموفيليا» ضمن فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، الذي يُعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر 2025، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبشعار «تمكين الأفراد.. تعزيز التقدم.. إتاحة الفرص».
وتهدف الجلسة إلى دعم جهود الوزارة في تحسين جودة حياة مرضى الهيموفيليا عبر تبني برامج الوقاية المبكرة، وضمان استمرارية الرعاية، وتقليل الهدر المالي والطبي، مع تمكين المرضى ليصبحوا أفرادًا منتجين وفاعلين في المجتمع.
تحول استراتيجي في إدارة المرض
استعرضت الدكتورة ميهان عبد الله محمد، استشاري طب الأطفال وأمراض الدم، التطور الملحوظ في منظومة رعاية مرضى الهيموفيليا في مصر. وأشارت إلى أن المرضى كانوا يعانون سابقًا من متوسط 60 نوبة نزيف سنويًا لكل مريض، أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي البالغ 23.3 نوبة، مما انعكس على جودة الحياة ومستوى القدرة على العمل.
وفي أبريل 2023، اتخذت الدولة خطوة حاسمة بتحويل العلاج من النظام التقليدي عند الطلب إلى العلاج الوقائي للجميع، مع التوسع في تقديم الخدمة عبر 19 مركزًا تابعًا لهيئة التأمين الصحي، إضافة إلى إنشاء مركز تميز بمستشفى أطفال مصر.
نتائج طبية واقتصادية لافتة
أوضحت الإحصاءات أن هذا التحول أدى إلى:
انخفاض معدل النزيف السنوي بنسبة 81.4%
تراجع أيام الإقامة بالمستشفيات بنسبة 95%
انخفاض العبء على ميزانية الدولة بنسبة 45.4%
وأكد الدكتور إسلام عنان، المدير التنفيذي لشركة ACCISGHT، أن العبء الاقتصادي قبل تطبيق العلاج الوقائي كان يقدّر بنحو 2.2 مليار جنيه سنويًا، بينما أدى النهج الجديد إلى توفير أكثر من 800 مليون جنيه سنويًا، بعائد استثماري يبلغ 1.91 — أي أن كل جنيه يُنفق يحقق ما يقرب من 2 جنيهات في المقابل.
كما تراجعت نسب النزيف بـ 80% لدى الأطفال، وانخفضت أيام الإقامة بالمستشفيات بـ 95%، وهو ما يسهم في حماية نحو 45% من الأطفال المرضى من خطر بلوغ سن العمل بإعاقة دائمة.
توصيات ختامية
اختتمت الجلسة بالتأكيد على ضرورة استمرار توفير العلاج الوقائي بعد مرحلة البلوغ، محذّرة من أن إيقافه يُهدر المكاسب الطبية والاقتصادية المتحققة، ويحوّل المرضى من أفراد فاعلين إلى أشخاص معالين.
