المساجد الإسلامية في النرويج

د. إيمان بشير ابوكبدة 

النرويج هي الدولة الواقعة في أقصى شمال شبه الجزيرة الإسكندنافية، وهي أقصى شمال أوروبا. تجاورها الحدود البرية السويد من الشرق والشمال الشرقي، وفنلندا وروسيا من الشمال الشرقي. يحدها من الغرب بحر النرويج، مما يعني أن البلاد تتمتع بساحل أطلسي. يبلغ عدد سكان النرويج 5,124,000 نسمة، والدين الرسمي هو البروتستانتية اللوثرية. انتشرت المسيحية في النرويج بعد اعتناق الملك النرويجي هاكون هاكونسون المسيحية في القرن الحادي عشر، وأصبحت الديانة السائدة في البلاد منذ ذلك الحين. 89% من السكان يُعرّفون أنفسهم بأنهم نرويجيون أو سامي، بينما يتألف الباقي من مجموعات عرقية مختلفة.

تاريخ الإسلام في المنطقة

يعتقد أن أول اتصال للنرويج بالإسلام كان عندما أرسل الملك هاكون هاكانسون مبعوثًا يحمل هدايا قيّمة إلى تونس عام 1260، فردّ سلطان تونس عليه بإرسال مبعوث إلى النرويج. إلا أن أول هجرة إسلامية كبيرة إلى النرويج لم تبدأ إلا في ستينيات القرن الماضي. ومثل غيرها من الدول الأوروبية، استقبلت النرويج بحلول عام 1970 أعدادًا كبيرة من هجرة العمالة. وقد أدت حرب الخليج في التسعينيات، إلى جانب حروب البلقان، إلى زيادة عدد المهاجرين المسلمين الوافدين إلى النرويج. ولا تزال البلاد تجذب المهاجرين بفضل مستويات المعيشة وفرص العمل المتاحة.

يمكننا تقسيم الأسباب وراء هجرة المسلمين إلى النرويج إلى فئتين مختلفتين: ينتقل المهاجرون من دول مثل باكستان وتركيا والمغرب لأسباب اقتصادية، في حين ينتقل المهاجرون من دول مثل الصومال والعراق وأفغانستان إلى النرويج هربًا من الحروب والمجاعة والفقر وما إلى ذلك.

على الرغم من أن العدد الدقيق للمسلمين في البلاد غير معروف، إلا أنه وفقًا لإحصاءات جُمعت عام 2012، يوجد حوالي 200 ألف مسلم. كما يقدر أن حوالي 1500 نرويجي قد اعتنقوا الإسلام. أشهر معتنقي الإسلام في النرويج هو كاتب النشيد الوطني النرويجي، هنريك أرنولد فيرجيلاند.

يدير المسلمون في النرويج أكثر من 90 جمعية. تقع معظم هذه الجمعيات في أوسلو، ويبلغ عدد أعضائها حوالي 80 ألف عضو. في استطلاع أُجري عام 2012, أفاد 60% من مسلمي النرويج بأنهم أعضاء في جمعية أو مؤسسة إسلامية. تلعب الاختلافات القومية والطائفية دورًا رئيسيًا في تأسيس هذه الجمعيات. عادةً ما يجتمع المسلمون من عرق أو طائفة واحدة في جمعية واحدة.

تأسس المجلس الإسلامي النرويجي، الذي يضم جميع الجمعيات الإسلامية، عام 1993. ويعمل المجلس على حماية حقوق المسلمين، والمساهمة في الحوار الإسلامي المسيحي في البلاد. ووفقًا لدراسة استقصائية، كان المهاجرون الباكستانيون والصوماليون والأتراك الأكثر نشاطًا في الأنشطة التي تنظمها الجمعيات من بين المسلمين الذين أفادوا بأن الإسلام جزءٌ مهم من حياتهم، بينما كان المسلمون البوسنيون والإيرانيون الأقل نشاطًا.

مسجد بيت النصر

مسجد بيت نصر هو أكبر مسجد في النرويج، ويتسع لخمسة آلاف مصلي. يعرف هذا المسجد محليًا أيضًا باسم مسجد فوروست. يقع شمال شرق أوسلو، ويتميز بمئذنة رائعة في جانبه الجنوبي. يتميز المسجد بعمارته الحديثة، وزخارف جدرانه وزخارفه المبهرة.

مسجد الجماعة السنية المركزية

يقع هذا المسجد في أوسلو، ويشتهر بمساحته الشاسعة، إذ يتسع لألفين وخمسمائة شخص دفعةً واحدة. بني عام 2006 على يد جالية باكستانية مقيمة في النرويج. كما يحظى بشعبية كبيرة بين المهاجرين والسياح من جنوب آسيا. وكما يوحي اسمه، يلتزم المسجد التزامًا راسخًا بالتقاليد السنية، كما يُعرف بارتباطه بالتقاليد الصوفية.

مسجد النرويج المركزي

المسجد المركزي من أكبر المساجد في النرويج. يأسر هيكله الفخم وجماله الآسر، وهو معروف بأنه مركز البعثة الإسلامية العالمية في النرويج. يتسع هذا المسجد الكبير لأكثر من سبعمائة شخص للصلاة في آن واحد. تجذب جدرانه المصنوعة من البلاط المستورد من إسبانيا وإيران، إلى جانب زخارفه الآسرة التي تعكس تعاليم الإسلام وآيات القرآن الكريم، الأنظار. الثريا التي تتوسط القاعة الرئيسية، عند دخولك المسجد، مستوردة من تركيا، والسجادة التي تحت قدميك مستوردة من إيران. يُعرف هذا المسجد الرائع أيضًا بأنه أكبر مسجد سني في النرويج.

المركز الثقافي الإسلامي

افتُتح هذا المسجد عام 1974، وهو مسجد ومركز ثقافي في آنٍ واحد. ما يميزه هو شموليته، إذ يرحب بجميع أتباع الديانات، مما يجعله مكانًا تفاعليًا. كما يُعدّ مركزًا تعليميًا يُعلّم القيم والمبادئ الإسلامية. يتميز بسهولة الوصول إليه، مما يجعله أحد أهم ملتقى المسلمين في النرويج.

مسجد بيرغن

هذا المسجد هو أكبر مسجد في بيرغن، النرويج. يقع في منطقة هادئة، وقد شُيّد هذا المسجد الجميل بالقرب من المناطق السكنية. كما أنه يحظى بشعبية كبيرة بين الجالية المسلمة في بيرغن. يضمّ مكانًا منفصلًا لصلاة النساء.