د. إيمان بشير ابوكبدة
غالبًا ما نربط المشي بفوائد الجسم والقلب، لكن العلم يكشف أنه دواء مجاني وفعّال للدماغ، خصوصًا لـ”مركز الذاكرة”. فالمشي المنتظم لا يحسن التذكّر فحسب، بل يمكنه أيضًا زيادة حجم هذا المركز الحيوي داخل الدماغ، وهي حقيقة مثبتة بالأبحاث العلمية الحديثة.
المشي ينمّي “الحُصين”
المنطقة المعروفة بـ”مركز الذاكرة” هي جزء عميق داخل الدماغ يسمى الحُصين، المسؤول عن تكوين الذكريات الجديدة وتخزينها.
انكماش الحُصين مع التقدّم في العمر
مع التقدم في العمر، يبدأ الحُصين في الانكماش، مما يسبب تدهورًا طبيعيًا في الذاكرة وصعوبة في التعلم. كان يُعتقد سابقًا أن هذا الانكماش أمر لا مفر منه.
دراسة علمية: قلب مسار الشيخوخة بالمشي
في عام 2011، أظهرت دراسة نشرها باحثون مثل كيرك إريكسون في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) أن التمارين الهوائية المعتدلة، مثل المشي السريع، يمكن أن تعكس هذا الانكماش.
قام الباحثون بتدريب مجموعة من كبار السن على المشي لمدة 40 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيًا طوال عام كامل، وكانت النتائج مذهلة:
نمو الحُصين: ازداد حجم الحُصين الأمامي لدى المشاركين بنسبة حوالي 2%.
تحسّن الذاكرة: ساعدت هذه الزيادة في الحجم على تعزيز الذاكرة المكانية وتحسين وظائف الدماغ المعرفية بشكل ملحوظ.
باختصار، مجرد 30-40 دقيقة مشي يوميًا يمكن أن تصنع فرقًا هائلًا في صحة دماغك وذاكرتك. خطوة بسيطة، وفوائدها تستمر طويلًا.
