د. إيمان بشير ابوكبدة
شهدت عدة مدن ليبية خلال الأيام الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات التنفسية بين طلاب المدارس، ما دفع إدارات تعليمية محلية إلى تعليق الدراسة وفرض إجراءات وقائية مشددة، وسط غياب أي توضيح رسمي من وزارتي التعليم والصحة حول طبيعة هذا الانتشار المفاجئ.
مدارس توقف الدوام احترازياً
بدأت الإجراءات من مدينتي المرج وغريان حيث تقرر تعليق الدروس لعدة أيام بعد تسجيل حالات مرضية متزايدة. ولاحقاً أعلنت بلدية الأصابعة جنوب طرابلس وقف الدراسة في جميع مدارسها، بعد رصد انتشار واسع لأعراض تنفسية بين الطلاب.
وترافقت القرارات مع تداول واسع لمعلومات غير مؤكدة عبر منصات التواصل، تحدثت عن إصابات بالعشرات في بعض المدارس، ما أثار مخاوف أولياء الأمور الذين طالبوا الجهات الحكومية بالتدخل وإصدار بيان يوضح حقيقة الوضع.
أعراض حادة تثير القلق
تشير إفادات الأهالي إلى ظهور أعراض تتجاوز شدة نزلات البرد المعتادة، وتشمل:
حمى متقطعة
سعالاً ليلياً حاداً
إرهاقاً عاماً وآلام عضلية
صداعاً وصعوبة في النوم
ويقول بعض أولياء الأمور إن الأعراض تستمر لعدة أيام دون تحسن ملحوظ، رغم تلقي الأطفال علاجات طبية أولية.
في المقابل، أوضح أطباء متخصصون أن الحالات المسجلة لا تدل على ظهور فيروس جديد، مشيرين إلى تزامن نشاط عدة فيروسات تنفسية موسمية معروفة، منها متحورات الفيروس التاجي، وفيروسات الإنفلونزا، وحالات السعال الديكي.
ويؤكد الأطباء أن طول مدة الأعراض يعود في بعض الحالات إلى العدوى المزدوجة أو الثلاثية، التي باتت أكثر شيوعاً داخل الفصول المزدحمة.
توجيهات طبية للأسر
يوصي مختصون أولياء الأمور باتباع الإجراءات التالية لحماية الأطفال:
تجنب الشائعات والاعتماد على المعلومات الطبية الموثوقة
استشارة الطبيب قبل استخدام المضادات الحيوية
توفير الراحة والسوائل الدافئة للمصابين
تشجيع الأطفال على ارتداء الكمامات وغسل اليدين باستمرار
إجراءات وقائية داخل المدارس
وفي غياب توجيهات مركزية، اتخذت إدارات مدرسية عدة خطوات احترازية، بينها:
تعقيم الفصول والممرات بشكل يومي
تحسين التهوية داخل القاعات
مراقبة الحالة الصحية للطلاب
نشر التوعية حول النظافة الشخصية
دراسة تخفيض الكثافة الصفية عبر التعليم المدمج
مخاوف من ضغط إضافي على القطاع الصحي
يأتي هذا الانتشار في وقت يواجه فيه القطاع الصحي الليبي تحديات كبيرة، أبرزها نقص بعض الأدوية وتراجع برامج التطعيم، مما يثير مخاوف من عدم قدرة المرافق الصحية على التعامل مع موجة مرضية متسعة إذا تطورت الأوضاع.
دعوات رسمية للشفافية
ويطالب خبراء الصحة العامة الجهات المختصة بإصدار بيان رسمي يوضح طبيعة الإصابات، وخطط الاستجابة، وسبل الوقاية، إضافة إلى دعم المدارس وتكثيف الترصد الوبائي خلال الفترة المقبلة.
