مصر تسجّل انخفاضاً ملحوظا بأسعار الدواجن والبيض بسبب زيادة الإنتاج وتحسن الظروف البيئية

د. نادي شلقامي
شهدت أسواق الدواجن وبيض المائدة في مصر انخفاضاً ملحوظاً وغير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، حيث أرجع مراقبون وتجار هذا التراجع بشكل رئيسي إلى زيادة قياسية في حجم الإنتاج والمعروض هذا العام، مدعومة بتحسن الظروف البيئية وغياب الأمراض الوبائية المؤثرة. وقد انعكس توافر كميات أكبر في الأسواق إيجاباً على القدرة الشرائية للمواطنين، موفراً المنتج بأسعار مناسبة.
وأكد عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أن الانخفاض الكبير يعود بالأساس إلى الزيادة الواضحة في حجم الإنتاج، موضحاً أن القطاع شهد طفرة ملحوظة خلال العام الأخير بعد ارتفاع الطاقة الإنتاجية من 1.4 مليار إلى نحو 1.6 مليار طائر في العام، وزيادة إنتاج بيض المائدة من 14 مليار إلى 16 مليار بيضة سنوياً. وأشار إلى أن هذا التوسع جاء استجابةً لارتفاع الأسعار غير المسبوق عام 2023، مما دفع العديد من المنتجين للعودة بقوة إلى السوق، إضافة إلى توافر الأعلاف التي تمثل 70% من التكلفة.
ويشير السيد إلى أن زيادة المعروض، إلى جانب تحسن الظروف البيئية وضعف الطلب، أدت إلى هبوط الأسعار بشكل ملحوظ، لاسيما أن الدواجن سلعة لا يمكن تخزينها، ما يضغط على المنتجين للبيع المباشر. وتؤكد الأرقام انخفاضاً يقارب 40% مقارنة بذروة الارتفاع في 2023؛ حيث بلغ سعر كيلو الدواجن في المزرعة حالياً نحو 57 جنيهاً، وكرتونة البيض تتراوح بين 107 و115 جنيهاً في المزرعة.
على الرغم من الترحيب الشعبي بالانخفاض، يواجه قطاع واسع من المنتجين تحديات مالية خطيرة. فقد حذّر كل من السيد وسامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة، من أن الأسعار الحالية لا تغطي التكلفة الفعلية للإنتاج، حيث يُباع المنتج بأقل من قيمته الحقيقية.
وأكد سامح السيد أن هذا الوضع يستدعي إيجاد حلول لضمان استدامة الإنتاج وحماية المنتج والمستهلك معاً، لافتاً إلى أن نحو 30% من صغار المنتجين معرضون للخروج من المنظومة إذا استمرت الخسائر.
وطالب التجار بضرورة وضع معادلة سعرية عادلة من خلال الجهات الحكومية، والمطالبة بإعادة تشغيل أو استحداث بورصة متخصصة للدواجن تتيح تحديد سعر عادل للمنتج، بما يحفظ حقوق المنتجين ويضمن استقرار السوق على المدى الطويل، ويحمي السوق من التلاعب.