موائد الرحمن تستمر رغم ارتفاع الأسعار: تقليد رمضاني لا ينقطع

ياسمين إبراهيم
رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية هذا العام، إلا أن موائد الرحمن لا تزال قائمة في مختلف المناطق، حيث يحرص القادرون على تنظيمها طوال شهر رمضان المبارك، لتوفير وجبات الإفطار المجانية للصائمين.
في حارة أم الغلام بحي الأزهر، يقول الحاج سيد عبد الفتاح: “مهما ارتفعت الأسعار، موائدنا مستمرة طوال شهر الصيام”، مشيرًا إلى أنه اعتاد على إقامتها سنويًا. ولا يختلف حاله عن العديد من المتبرعين في القاهرة والمحافظات، الذين واصلوا إقامة الموائد رغم الأعباء الاقتصادية.
تنوع الموائد بين الفخامة والبساطة
تختلف موائد الرحمن في الحجم والتجهيزات، فمنها ما يتسع لمئات الصائمين، ومنها ما يقام أمام المحلات والمقاهي ليستوعب العشرات. وتتباين الأطعمة المقدمة بين اللحوم والدواجن، والعصائر، والتمور، بينما تقدم بعض الموائد وجبات اقتصادية تقتصر على الخضار والأرز فقط بسبب ارتفاع الأسعار، وفقًا لما أكده جمعة قنديل، المشرف على مائدة بحي السيدة زينب.
كما لجأت بعض الموائد إلى ترشيد الاستهلاك عبر تقديم وجبات جاهزة في “سيرفيس” بلاستيكي مقسم إلى أجزاء تحتوي على الأرز والخضار وقطعة من اللحم أو الدجاج، مثلما يحدث في مائدة الشيخ محمد يحيى بالسيدة زينب، الذي أوضح أن هذه الطريقة تضمن توزيع الطعام بشكل متساوٍ، ليستفيد منه أكبر عدد من الصائمين.
الجامع الأزهر يستضيف أكبر مائدة في الشرق الأوسط
يحرص الجامع الأزهر الشريف على إقامة مائدة إفطار ضخمة للطلاب الوافدين والمصريين المغتربين، حيث يقدم بيت الزكاة والصدقات نحو 5000 وجبة يوميًا، ضمن مبادرتي “إفطار صائم” و*”إطعام”*.
مع أذان المغرب، يصطف الطلاب من أكثر من 120 دولة في صحن الجامع وملحقاته، في مشهد يعكس روح التآخي والتسامح. ويؤكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن هذه المبادرة تأتي بتوجيهات شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، لتعزيز التواصل بين الطلاب الوافدين، وتقديم أفضل الخدمات لرواد الجامع، مشددًا على أن هذا الإفطار الجماعي يعكس عالمية رسالة الأزهر الشريف.
موائد الرحمن: تقليد متجدد رغم التحديات
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، تبقى موائد الرحمن رمزًا للعطاء والتكافل الاجتماعي، حيث يحرص أهل الخير على استمرارها، مؤكدين أن قيمة التضامن الإنساني أقوى من أي تحديات اقتصادية.