مقالات

سي السيد وصناعة الكنافة..

بقلم السيد عيد
في ليلة السادس عشر من رمضان، وبعد الإفطار مباشرة، قرر سي السيد أن يفاجئ الجميع ويُثبت أن “الراجل مش بس للأكل.. الراجل يطبخ كمان!” فوقف بكل ثقة أمام أمينة وأعلن قراره التاريخي:

“أنا هعمل الكنافة النهاردة.. وأشوف الرجالة لما يدخلوا المطبخ إيه اللي بيحصل!”

أمينة لم تعلق، فقط نظرت له بنفس النظرة التي ينظر بها الأب لابنه وهو يحاول إصلاح التلفزيون بمطرقة!

البداية كانت مأساوية. أمسك الكنافة وهو يعتقد أنها مجرد شعر مكرونة، وبدأ في تمزيقها كأنه يفض مشاجرة بين فتاتين. ثم أضاف السمن بطريقة أقرب لما يحدث عند تغيير زيت السيارة، وأخيرًا سكَب القطر (الشربات) كما لو كان يغرقها انتقامًا من كيد النساء!

النتيجة؟

تحولت الكنافة إلى كتلة أسمنتية يمكن استخدامها في رصف الطرق.

الشربات سال في كل مكان، باستثناء الكنافة نفسها.

الرائحة التي خرجت من الفرن جعلت الجيران يظنون أن البيت يحترق.

وقف سي السيد مذهولًا أمام الطبق الذي لا يشبه الكنافة في أي شيء سوى الاسم، ثم التفت إلى أمينة محاولًا الحفاظ على كرامته وقال بثقة زائفة:

“الموضوع سهل أوي.. بس أنا محبتش أضبطها من أول مرة علشان ميبقاش في تحدي!”

أمينة لم ترد. فقط حملت الطبق، وألقت به في القمامة بحركة سريعة قبل أن يقرر أحد استخدامه كسلاح أبيض. ثم عادت بهدوء لتعد كنافة حقيقية، بينما جلس سي السيد في صمت، متأملًا سقف المطبخ، محاولًا استيعاب الدرس القاسي:

“مش أي راجل يدخل المطبخ يبقى شيف.. أحيانًا بيبقى كارثة طبيعية!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى