بقلم: هبة فهمي
تتمتع الدراما، سواء كانت مسلسلات تلفزيونية، أو أفلاماً، أو حتى مسرحيات، بتأثير كبير على سلوك الشباب وتشكيل أفكارهم وعاداتهم. وفي ظل التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الإعلام، أصبحت الدراما جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، مما جعلهم أكثر عرضة للتأثر بما يُعرض عبر شاشاتها.
غالباً ما يميل الشباب إلى تقليد الشخصيات التي يشاهدونها، سواء كانت نماذج إيجابية أو سلبية؛ ويمتد هذا التقليد ليشمل المظهر، والتصرفات، بل وحتى القيم والمبادئ. لذا، تساهم الدراما بشكل مباشر في صياغة منظومة القيم لدى الشباب، خاصة حين تعرض نماذج يُفترض أنها “قدوة”، كما تؤثر بشكل ملحوظ على كيفية تعاملهم مع الآخرين في إطار علاقات الصداقة أو الروابط العاطفية.
علاوة على ذلك، تلعب الدراما دوراً في تشكيل مفهوم الشباب عن الجمال والمظهر الخارجي، وهو ما قد ينعكس سلباً على صحتهم النفسية، مسبباً اضطرابات في الأكل أو اندفاعاً نحو عمليات التجميل وغيرها من المظاهر التي تكرسها الصورة الذهنية الدرامية.
وبناءً على ذلك، يتوجب علينا القيام بما يلي:
توعية الشباب: بمخاطر التقليد الأعمى، وتعزيز مهارات التفكير النقدي لديهم لتمييز الغث من السمين.
الدور الأسري: يجب على الآباء والأمهات متابعة المحتوى الذي يشاهده أبناؤهم، وتوجيههم نحو الأعمال الهادفة ذات القيمة الإيجابية.
تعزيز القراءة: فالكتاب يظل البديل الأقوى الذي ينمي الخيال ويصقل الشخصية بعيداً عن صخب الشاشات.
الأنشطة الاجتماعية: تشجيع الشباب على الانخراط في أنشطة واقعية تساعدهم على بناء علاقات صحية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية بعيداً عن العالم الافتراضي.
ولا يفوتنا الإشادة بدور الدولة المحوري في الرقابة ومنع الأعمال الفنية التي قد تؤثر سلباً على قيم المجتمع وأمنه الأخلاقي.
ختاماً، تظل الدراما سلاحاً ذا حدين؛ فإما أن تكون أداة للبناء أو معولاً للهدم. لذا، يقع على عاتقنا جميعاً عبء الحذر والتوجيه، لضمان استثمار هذا التأثير فيما يخدم رقيّ شبابنا ومجتمعنا.
