بقلم / أسامة نجيب
مع نهاية كل عام وبداية عام جديد تتزايد وتيرة الشعور بالتفاؤل لدي الكثيرون ، وإن كان التفاؤل شئ جميل ومطلوب _ إلا أننا _ لابد أن نتيقن بأن التفاؤل ليس في الأيام والسنين _ ولكننا _ نحن من نصنع الحدث ، نحن من نصنع التفاؤل بأيدينا ، نحن من نصنع التفاؤل بأفكارنا وليس بالتمني فلا يوجد كذبة أكبر من إغلاق السنين وانتظار بداية سنة جديدة لتحمل شعار التفاؤل ..
لا يوجد سنة تأتي أجمل من سنة نحن من نُصبح أجمل أو أن نصبح العكس ، نحن من نغير ايامنا ، وليس الأيام هي التي تغيرنا ..
مشاعرنا التي تُغيرها رياح واقع الحصاد الذي بذرنا نحن حبوبه بأيدينا منذ البداية ..
نحن الذين نختار أن نُبرم صفقة جديدة مع الأيام ..
فالسنوات لا تُغلق معها الألم ولا تضمن لك السعادة .. الأيام تنتظرك أنت ، نعم تنتظرك أنت أن تؤمن بقدرتك على تغيير النفس .. وأن تفهم أن لا أحد يبقى لأحد ..
الزمن لا يقوم بتصنيف وتصفية الناس من حولنا .. نحن من نُصنفهم ونُصفيهم .
ويبقي السؤال .. يا من تتطلع التفاؤل في أيام الدهر .. ماذا حققت من أركان التفاؤل ؟ هل وقفت وقفة مع النفس ؟ هل وقفت وقفة مع أحداث عام قد مضي ؟ هل حددت لنفسك اهداف في العام القادم ؟ هل وضعت آليات لتحقيق أهدافك؟ هل وضعت خطط بديلة لتذليل العقبات للوصول لأهداف التفاؤل ؟
مع بداية عام جديد إن لم تكن رسمت لنفسك خارطة طريق الامل والتفاؤل ، فدعنا نحن أن نرسمها لك ، فأبدأ الآن فحدث قلبك بالكلمات التي تحييه ، فكر بعظمة الله وليس بفكرك القديم العقيم ، فكر بالشفاء القادم، وبالفتح الذي لا يُغلق، فكر بالنجاح الذي كُتب لك قبل أن تطلبه، وبالسلام الذي يُنزله الله سكينة على قلبك، واجعل يقينك دائما بعقلية النماء؛ فمن جعل أيامه لله، استحق أن يُغمر بنور لا ينطفئ .
حدث قلبك بقوله تعالى “وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا” [الكهف: ٤٥]
حين يكون الأمل بالله موجود… فلا يوجد مستحيل … يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها… حينما تأتي إرادة الله فلا راد لأمره .
فالعذراء أنجبت، والرضيع تكلم، والعجوز حملت، والعاقر أنجبت، والقمر انشق، ونطق الطفل، والنائمون استيقظوا بعد سنين طوال، والقلة غلبت الكثرة، اطمع في سؤالك ولا تشك للحظة بأن سؤالك من الممكن أن يُرد أمام قدرة مالك الملك .. فالله لا يعجزه شيء سبحانه جل علاه .
لم ولن تنته السنة بعد ولكننا نحن من يستطيع أن يختار التاريخ الذي نريده لنبدأ بأي شيء نريده ونحتفل ببدايتنا الخاصة التي لا يستطيع أحد أن يوقفها .
نحن من نتغير .. فنُغير نحن الزمن .. (نحن الأيام) ..
