رؤية أميرة محمد لنص حد زيي للشاعرة /ولاء عدنان

قد يتراءى للكثير منا أن القصيدة الفصحى أو حتى العامية تحتاج إلى انزياحات متعددة سواء لغوية أو دلالية أو أسلوبية لتخرج بنص شعري يسلطن المتلقي والقارىء لهذا النص للوهلة الأولى قد يرى أنه خال من الانزياحات إلا من بعض الصور وأن النص وبطلته ما هما إلا رمز للعديد من البشر ولكن الحقيقة أن
النص يفتتح بإنزياح أسلوبي جميل وكأن البطلة تقف على مدخل مدينتها تنادي _حد زيي_ ثم تستنكر ذلك _ ولا أنا لوحدي اللي خيبة _
هذا الأسلوب الاستفهامي الاستنكاري أحيانا أو التقريري أحيانا أخرى صنع حالة من اليقظة لدى المتلقي فأصبح شغوف أن يسمع ويدرك أنه هو ذاته بطل النص.
الحوارية الذاتية أو التبادلية الخفية بين البطلة والجميع أصقل النص بايقاع يتأرجح بين الصعود والهبوط فكأننا نسمع صوت البطلة يعلو مرة وتتدارك ذلك فتهبط به لتملك قلب وتعاطف المتلقي وذلك يظهر على سبيل المثال في كنت أصرخ ،كنت أشيلهم ،كنت أرد الجرح ،……أما أموت ،ألقى ناس تزعل لموتي
التكرار في النص بالفعل كنت (أصرخ ،أرد،أهد ،أطفي ،أشيلهم ) أودعته الشاعرة حالتين حالة من الشغف لدى المتلقي بأن يجد نفسه داخل القصيدة بل بطلها وحالة من التسليم فلكل فعل رد فعل.
(كانوا جمع .. وألا طرح) من أجمل وأدق جمل النص الدلالية وكأنها شكلت حالة البطلة الآن ومن قبل .
النص رغم سلاسة اللغة وعاميته الجاذبة جدا إلا أنه ملئ ببديع البيان
النص عام لي ولك وللجميع وهذا ما يميز شعر العامية خاصة .
صوت المرأة بالنص يقف على أرض ثابتة من الثقة والوضوح والمعرفة ولكن كل ذلك بعد تراكمات وهنا أحب أن أقول أن قفله النص بجملة نفسي ألمح طيف لفرح جعلتني اشعر وكأن البطلة تدور في دوامة ومجرد فعرفتها لما تعرضت له هو في حد ذاته إنتصار.
النص
حد زيي .. ؟
ولا أنا وحدي اللي خيبة
لولا إن الشكوى عيبة
كنت أصرخ ملو فمي
لولا حنية أبويا ..
لولا إن الطيبة أمي
واللي ربوني بشهامة
كنت أرد الجرح جرح
كنت إهد الصرح
فوقهم ..
كنت أطفي نور شروقهم
كنت أشيلهم من حسابي
جمع كانوا .. ولا طرح
واللي يخرج من حياتي
بالــسلامة ..
لولا خوفي من الملامة
إفهموها ..
حاجه مش محتاجة شرح
عايزه أصرخ ..
لما يخلص فيا صوتي
وأما اموت ..
ألقى ناس تزعل لموتي
نفسي المح طيف لفرح