مقالات

الرجل الرصين والمرأة الأصيلة: معادلة الجمال الحقيقي

أحمد حسني القاضي الأنصاري

في زمنٍ طغت فيه المظاهر على الجوهر، وأصبحت الأحكام تُبنى على الشكل لا على المضمون، تبرز الحاجة الماسّة إلى إعادة النظر في معايير الجمال الحقيقي، لا سيما في العلاقات الإنسانية التي تُبنى على الثقة، والاحترام، والتكامل.

فالرجل الحقيقي لا يُقاس بكثرة كلامه أو ادعاءاته، بل برصانته، وهدوئه، واحترامه لمن حوله. الرجل الرصين هو من يُحسن الإصغاء، ويتصرّف بحكمة، ويتعلّم من تجاربه، وتُترجم رجولته إلى صدق في القول، وأدب في التعامل، واتزان في ردود الأفعال. وكما يُقال:

“كثير الفعل قليل الكلام، وكثير الكلام قليل الفعل.”

أما المرأة، فالجمال الحقيقي لديها لا يكمن في ملامح وجهها فقط، بل في روحها النقية، وفي حنانها الفطري، وفي قدرتها على الاحتواء والدعم. فالمظهر قد يتغيّر بمرور الزمن، أما جمال الروح والخلق فهما ما يمنحان العلاقة عمقها واستمراريتها.

من الخطأ أن يُبنى اختيار شريكة الحياة على الجمال الخارجي وحده؛ فالعين قد تُخدع، أما القلب والعقل – إن استُخدما بحكمة – فقلّما يخطئان. المرأة الأصيلة تُقدَّر بأخلاقها، بطريقتها في التعبير، وبصدق مشاعرها.

وعندما يلتقي الرجل الرصين بالمرأة الحنونة، تتشكل بينهما معادلة إنسانية متوازنة، تُبنى على التفاهم والدعم المتبادل، وتكون نواة لحكاية حقيقية تستحق أن تُروى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى