عُصاب العطلة: لماذا لا يشعر البعض بإجازة العيد؟

سالي جابر (أخصائية نفسية)
عالم النفس الوجودي رولو ماي تحدث عن مفهوم “عصاب العطلة” (Vacation Neurosis). يشير هذا المصطلح إلى حالة القلق أو الاكتئاب التي يعاني منها بعض الأفراد خلال فترات العطلة، بدلاً من الشعور بالراحة والاسترخاء كما هو متوقع.
يرى رولو ماي أن هذا العصاب ينبع من الفراغ الوجودي وفقدان الإحساس بالمعنى، حيث يعتمد بعض الأفراد على العمل لإضفاء قيمة على حياتهم، وعندما يتوقفون عن العمل أثناء العطلة، يواجهون إحساسًا بالضياع والملل والقلق. كما أن التوقعات الكبيرة حول “الاستمتاع بالعطلة” قد تؤدي إلى إحباط إذا لم تتحقق هذه التوقعات، مما يعزز الشعور بالتوتر.
هذا المفهوم يتماشى مع رؤية الوجوديين حول أهمية المعنى في الحياة، حيث يؤكدون أن غياب الهدف أو عدم القدرة على ملء الفراغ بشكل صحي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية، حتى في الأوقات التي يُفترض أن تكون مريحة.
ولعلاج عدم الارتياح أو القلق في العطلات والإجازات، فهناك عدة طرق يمكنكِ تجربتها لجعلها أكثر متعة ومعنى:
1- إعادة تعريف العطلة: بدلاً من رؤيتها كوقت يجب أن يكون مليئًا بالسعادة المطلقة، علينا تقبلها كفرصة للراحة وإعادة الشحن، حتى لو لم تكن مليئة بالأحداث المثيرة.
2- التخطيط المسبق: أحيانًا الفراغ هو السبب وراء الشعور بعدم الراحة، لذا يمكن التخطيط لنشاطات بسيطة مثل قراءة كتاب محبب، تجربة وصفة جديدة، الخروج إلى مكان هادئ، أو حتى ممارسة التأمل والاسترخاء.
3- إيجاد معنى شخصي للعطلة: البعض يجد المتعة في قضاء الوقت مع العائلة، والبعض في العزلة والهدوء، لذلك لا يجب أن نتبع نموذجًا محددًا لما تعنيه العطلة، بل نجعلها مناسبة لنا.
4- التقليل من الضغوط والتوقعات: لا نتوقع أن تكون العطلة مثالية أو مليئة باللحظات السعيدة فقط، فهذا قد يجلب الإحباط، بل نكن مرنين في التعامل مع أجوائها المختلفة.