تصريحات ترامب تدفع سويسرا المحايدة إلى تعزيز تعاونها الدفاعي مع الخارج

د. إيمان بشير ابوكبدة
يدعو وزير الدفاع السويسري الجديد إلى توطيد العلاقات الدفاعية مع حلف شمال الأطلسي، ودول الجوار في الاتحاد الأوروبي.
قبل شهرين فقط، لم يكن اسم مارتن فيستر مطروحًا بقوة في أروقة البرلمان في برن، وكانت حظوظه في تولّي حقيبة الدفاع في الحكومة الفدرالية ضئيلة للغاية. لكن يستعدّ فيستر، الضابط السابق برتبة كولونيل ووزير الصحة السابق في كانتون تسوغ، الذي يعرف بمناصرته لتعزيز التعاون الدفاعي مع حلف شمال الأطلسي الناتو ودول الجوار في الاتحاد الأوروبي، لوضع لمساته الأولى في منصبه الجديد، وذلك بعد فوزه في وقت سابق من شهر مارس على منافس أكثر تحفّظا.
وقال فيستر الشهر الماضي إن التعاون مع حلف شمال الأطلسي، (ليست سويسرا عضوًا فيه)، وإجراء تدريبات مشتركة معه “ضروري للغاية”. وأوضح أنه بالرغْم عدم سعيه لانضمام بلاده إلى الحلف، يبقى التحالف الدفاعي معه “محوريًا” لضمان أمن أوروبا.
ويتضح من تعيين فيستر أنّ سويسرا المحايدة باتت تشعر بحاجةٍ ملحة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، في وقتٍ يلوح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتراجع عن الضمانات الأمريكية، التي لطالما شكّلت الركيزة الأساسية لأمن القارة الأوروبية، ومن ثمّ أمن سويسرا أيضًا.
وفي مؤتمر صحفي عُقد عقب فوزه في اقتراع داخل البرلمان في 13 مارس الماضي، قال فيستر إن حلف شمال الأطلسي “يشهد تغييرات، ولا نعلم بعد إلى أين ستؤدي”. وأضاف إنّ تعزيز التكامل العملياتي، والتعاون مع الدول الأوروبية يعد أمرًا بالغ الأهمية، “إذا كنا نهتم حقًا بأمننا”.
وجدير بالذكر أن أيّ تغيير في سياسة الحياد، التي تنتهجها سويسرا سيتطلّب إجراء استفتاء شعبي وتعديل الدستور، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات. وقد بدأت فعلًا نقاشات على مستويات حكومية مختلفة، من شأنها أن تفضي إلى تحول جذري في بلد ترتبط هويته ارتباطًا وثيقًا بالحياد.
وتهدف سويسرا حالياً لرفع إنفاقها الدفاعي من 1% إجمالي ناتجها المحلي قبل حلول عام 2030، بعد أن كان نحو 0،7% في العام الماضي.