كن إيجابيًا

د/ حمدان محمد
في زحام الحياة وتقلباتها كثيرًا ما نصطدم بتحديات تؤجل أحلامنا أو تغير مساراتنا دون إنذار فنشعر بالضيق وربما نفقد الأمل لكننا إن تأملنا في حكمة الله سنجد أن كل تأخيرة ما هي إلا تدبير من عند الله سبحانه وتعالى يحمل في طياته الخير حتى وإن غاب عنا سببها لحظة وقوعها فقد قال تعالى
“وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” البقرة 216
وإن التأخير في أمر ما سواء كان زواجًا أو وظيفة أو فرصة ما ليس نهاية الطريق بل هو جزء من تقدير الله لا نراها كاملة لكنها تسير بنا نحو الأفضل كم من إنسان حُرم من شيء فبكى عليه ثم اكتشف بعد حين أن الله نجّاه مما لا يُحمد عقباه فالتفاؤل والإيجابية لا يعنيان إنكار الألم بل يعنيان الثقة بأن هذا الألم مؤقت وأن خلف كل باب مغلق بابًا آخر يُفتح وأن في كل انتظارٍ نعمة حتى وإن بدت لنا الأمور عكس ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”
رواه مسلم
والأهم هو ألا نفقد إيماننا وألا نيأس من رحمة الله فالعوض منه أجمل مما نتمنى وخير مما نتصور قال تعالى
“إن مع العسر يُسرًا إن مع العسر يُسرًا”
الشرح 5-6
فكن إيجابيًا في نظرتك للحياة وواسعَ في طريقك بثقة ويقين وكن على يقين أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير
وإذا ضاقت بك الدنيا يومًا فتذكر أن الأقدار بيد الله وأن ما كتب لك لن يخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك”
رواه الترمذي
فعش حياتك مطمئنًا بأن كل ما تمر به مؤقت وأن الفرج قادم لا محالة فقد يتأخر عنك لكنه لن يغيب
قال تعالى
“سيجعل الله بعد عسرٍ يُسرًا” الطلاق 7
وتذكر دائمًا أن الله لا يبتليك ليعذبك بل ليرفعك ويطهرك ويقربك منه قد تجهل الحكمة الآن لكنك يومًا ما ستحمد الله على كل تأخير وكل دمعة وكل لحظة صبر مرت بك
قال تعالى
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” البقرة 155-156
فاصبر وارضَ وتوكل وامضِ في دربك بطمأنينة فالله أرحم بك من نفسك وأعلم بما يناسبك وما دمت معه فلن يخذلك أبدًا
نسأل الله السلامة والعافية وأن يثبت قلوبنا على طاعته