عام من الوجع .. وصمود رغم الانكسار

كتبت/ خديجة ربيع
لقد مضى عام، كُتب على جدرانه الهزائم، وتتابعت أيامه كدوامة لا تهدأ، بين أنين الروح وتأوهات الألم. عامٌ استنزف القلب، وترك داخلي جراحًا غائرة لا تُشفى، وانكسارات مؤلمة ما زال صداها يتردد في أعماقي.
الخيبات أتت تباعًا، كأنها متفقة على النيل مني، والخذلان كان حليف الذكريات التي حفرت في روحي ما يشبه الندوب على الصخر. عامٌ ثقيل، فقدت فيه أشياء لا تعوّض، أحبة أستندت إليهم، فخذلوني. وحتى العائلة، والآمال، والقوة التي ظننتها حصني، سقطت كلها دفعة واحدة، كصفعةٍ أوقفت الزمن للحظة وجعلتني أتيه في ليلٍ بلا ملامح.
صرخات الداخل كانت أوجع من كل ألم ظاهر، حتى أصبحت تنهيداتي المحترقة وسيلتي الوحيدة في التعبير، وانكمش قلبي على نفسه يتآكل، دون أن تُجدي دمعة واحدة في مواساته.
أجبرت نفسي على التماسك، على الكذب في وجه الحياة بعبارة “أنا بخير”، بينما الوهن يأكلني، والذكريات تُلاحقني كظل لا يغيب. لم أعد أملك حتى تبرير انهياري، فقد تخطى الألم حدود الشرح، وصار الصمت أنسب من كل الكلمات.
ورغم كل ذلك، أحمد الله على ما كان. على كل ألم كُفّر به ذنب، وكل ابتلاء رُفع به مقامي. أستودعك ربي عامًا مضى، راجيًا منك غفرانًا ورحمة، وعوضًا جميلًا يُنسيني رجفة الخوف وغصة الألم.