“العيال كبرت”.. مسرحية خالدة تواصل التألق على عرش الكوميديا المصرية

أماني إمام
ما زالت مسرحية العيال كبرت، بعد أكثر من أربعة عقود على عرضها الأول، تتربع على قمة الكوميديا المصرية والعربية، محتفظة بمكانتها كواحدة من أبرز علامات المسرح الكلاسيكي، ومصدرًا دائمًا للضحك والحنين لدى أجيال متعاقبة من الجمهور.
انطلقت المسرحية في عام 1979، من تأليف سمير عبد العظيم، وإخراج سمير العصفوري، وشارك في بطولتها نخبة من عمالقة الكوميديا: سعيد صالح، يونس شلبي، أحمد زكي، كريمة مختار، وحسن مصطفى. وجسدت المسرحية قصة عائلة مصرية بسيطة تواجه أزمة بعد قرار الأب المفاجئ بترك المنزل، لتتوالى المفارقات الساخرة في محاولة الأبناء إنقاذ الأسرة وإعادة لم شملها.
تميز العرض بخفة الظل، وسلاسة الحوار، والأداء التمثيلي المتقن، مما جعلها واحدة من أكثر المسرحيات المعاد مشاهدتها حتى اليوم. وعلى الرغم من رحيل معظم أبطالها، إلا أن حضورهم ما زال قويًا عبر الشاشة، حيث لا تزال المسرحية تحقق نسب مشاهدة مرتفعة على القنوات الفضائية والمنصات الرقمية، وتُعرض سنويًا في الأعياد والمناسبات.
لم تكتفِ العيال كبرت بكونها مجرد عمل مسرحي، بل أصبحت جزءًا من الذاكرة الثقافية للمجتمع العربي، ومرآة تعكس بساطة الحياة المصرية في زمنها، وتُدرّس اليوم في بعض المعاهد الفنية كمثال على الكوميديا الذكية ذات الرسالة الاجتماعية.
ورغم محاولات عديدة لتقديم أعمال مشابهة، لم ينجح أي عرض في تجاوز مكانتها أو سحب البساط من تحتها، لتبقى العيال كبرت “المسرحية التي لا تشيخ”، وجزءًا لا يتجزأ من إرث المسرح العربي.