ياسمين إبراهيم تكتب انتهاك براءة….. أزمة مجتمع

بقلم _ ياسمين إبراهيم
انتشرت مشكلة انتهاك البراءة على كافة المستويات في البلاد انتشار النار في الهشيم، لا فرق بين المدن الكبيرة والأرياف، لا فرق بين امرأة كبيرة أو طفلة صغيرة
يُعدُّ التّحرش من أخطر الآفات على المجتمع، فهو داءٌ يتفشّى أثره المادي والنّفسي على المجني عليه، وكذلك يعُمّ هذا الأثر على جميع أفراد الأسرة
فالمُتحرِّش هو كل فرد يُمارس أفعال وأشكال التّحرش كالفعل الجنسي المُهين وغير المرغوب فيه حديثًا أو فعلًا، وهذا المتحرِّش له تاريخ إجرامي وتحرشات جنسية أو أمراض نفسيّة سابقة، ومن أهم الأمراض النّفسية التي قد يعاني منها المتحرّش أمراض الفصام والشيزوفرينا، والإدمان على الكحول والمخدرات، وصعوبات التّعلم، واضطرابات الشخصيّة المتعددة، والأعراض المرضية في القشرة المخية و قلة التربية وانعدام الأخلاق. والسينما الهابطة و سلبية المجتمع ووجود أدلّة قطعية على استثارته الجنسيّة لصور الأطفال، والمشاهد العنيفة، وتعرضه في الطفولة لاعتداء جنسي، وتَدنّي تقدير الذات، والانعزال الاجتماعي. قد يعاني المتحرش من خلل في الإدراك وذلك لاعتقاده أنً الضحية توافق على الفعل، أو لتدني الإحساس بالتّعاطف مع الضّحية وانعدامه، ومن أكثر الأشخاص المعرّضين للتّحرش هم فئة النساء والأطفال، فمثلًا نسبة النساء المتعرضات للتّحرش والاعتداءات الجنسيّة في أكبر بلدان شرق آسيا كبنغلادش بنسبة 57% وكمبوديا 77% والهند 79% وفيتنام 87%، والتّحرش في شوارع أستراليا بلغ ما نسبته 87%، أما في الولايات المتحدة بلغ نسبة التحرش في الشوارع 65%، والنساء في المنازل لا يشعرن في الأمان بسبب الخوف من التحرّش ما نسبته 37%، ونسبة التّحرُّش الجنسيّ في الأطفال التي أشارت إليها الإحصائيات العالميّة قد وصلت إلى 70% بأكثر من نوع أو شكل من أشكال التّحرش و أشكال التحرش كثيرة متعددة وليس من الضروري أن يكون التحرش جنسيا أو جسديا فقط بل هناك أنواع أخرى من الاعتداء و التحرش و منها ” التحرش في مكان العمل ,التحرش الشخصي , التحرش الجسدي , التحرش عن طريقة السلطة ,التحرش النفسي ,التحرش الإلكتروني ,التحرش الانتقامي ,التحرش اللفظي ,التحرش الجنسي
التحرّش الجنسي ليس أبدًا حدثًا عاديًا يمكن تجاهله.
لا يمكن على الإطلاق أن يُترك الأمر للمتحرّش ليقرر هو ما الذي يُعدّ تحرشًا وما الذي لا يُعدّ تحرشًا.
التحرّش الجنسي جريمة لا يعتبر غلطة الشخص المتحرّش به أو المعتدى عليه أبدًا. فالتحرّش بأحدهم هو اختيار يتخذه المتحرّش بغض النظر عن ملابس الشخص المعتدى عليه أو تصرفاته، ولا يمكن أبدًا أن تستخدم كعذرٍ لتبرير التحرّش. وهكذا، فالأمر ليس بسيط فإن الشخص الذي يتعرّض للتحرّش أو الاعتداء ليس مسئولا بالمرة عن أي نوع من أنواع التحرّش الجنسي الذي يتعرّض له، لا بشكل جزئي ولا كلي
فيجب على الجهات المعنية في القطاع الحكومي، والقطاع الأهلي، وضع التدابير اللازمة للوقاية من التحرش ومكافحته في إطار بيئة العمل في كل منها، على أن يشمل ذلك آلية تلقّي الشكاوى داخل الجهة. و الإجراءات اللازمة للتأكد من صحة الشكاوى وجديتها وبما يحافظ على سريتها ثم نشر تلك التدابير
ونصل، في الأخير، إلى أن ظاهرة التحرش الجنسي هي ظاهرة قديمة ارتبطت بالشذوذ والإشباع الحضاري، وتطور الدول ماديا وتقنيا، وتحقيقها للترف والمجد المبالغ فيه.
هذا التحرش الجنسي قد ازداد في المجتمعات المادية التي لا تؤمن بالدين والتصوف والرادع الروحاني والأخلاقي كما هو حال المجتمعات الغربية المنحلة عقائديا التي كثر فيها التحرش الجنسي كما في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول الغربية والمجتمع الاشتراكي وأمريكا اللاتينية وأفريقيا السوداء.
و يبدو أن هذه الظاهرة الخطيرة لم تقتصر فقط على الشعوب الغربية التي طغت عليها الفلسفة المادية ذات البعد الإباحي، بل وجدناها تتفشى في المجتمعات العربية الإسلامية بسبب انحرافنا عن شريعة الله وسنة الرسول(ص) وانتشار الإباحية المادية في الكثير من الدول العربية والبلدان الإسلامية ذات النشاط السياحي، وانتشار الترف والإسراف والعبث في دول الخليج في حين تتفاقم ظاهرة الفقر في بعض الدول العربية الأخرى ؛ فتدفع الشباب إلى الإقبال على إثارة الفتنة والتحرش و الاغراء الماجن والنقر على الجذب الماكر وتهييج الغرائز الجنسية والتشجيع على التحرش الجنسي وممارسة الزنا والشذوذ