
بقلم د جينا العزب :
دكتوراة الفلسفة فى التربية
تعد المعايير المرتفعة من المصادر الخفية للضغوط النفسية اليومية، ففي كثير من الأحيان يقوم الشخص بضغط نفسه بنفسه وذلك ينبع من إدارته للحياة بعدم ترتيب أولوياته وتنظيم وقته وعمله فقد يبذل الكثير من الجهد دون نتيجة مرضية تحقق أهدافه وطموحه مما يشعره أن ما يفعله أكثر من قدرته علي التحمل وهذا ما يصيبه بالاحباط الذي يؤدي إلي الضغط النفسي.. كما ان الضغوط النفسية قد لا تكن دائماً بسبب عوامل خارجية،بل قد تنبع من داخل الانسان .
ومن هنا تؤكد الدكتورة جينا العزب دكتوراة الفلسفة فى التربية ان النزعة الكمالية(Perfectionism) والضغط النفسي “تحت عباءة الكمال قلب مرهق”.
وان تراكم هذه الضغوط تجعل الإنسان يركض وراء معرفة كل شئ في آن واحد وأن يريد رؤية نهاية الطريق من البداية مع وجود ضمانات للمستقبل لكي يطمئن قلبه أنه يسير في الطريق الصحيح،وإن لم يتحقق هذا الشعور وهو بالفعل لن يتحقق .. نري أن الشخص سيتراجع ولن يقدم علي أي خطوة للأمام وبقاءه هكذا منتظر في نفس النقطة بالتأكيد سيشعره بالضغط النفسي والفشل.
المعايير المرتفعة أو النزعة الكمالية كمصدر خفي للضغط النفسي:
يجب أن أكون مثالياً في العمل دائماً.
لا يجوز أن ارتكب أي خطأ
يجب أن أبدو قوياً طوال الوقت
يجب أن يحبني الجميع وهكذا.
ومن الآثار النفسية للضغط اليومية:
القلق والتوتر المستمر
اضطرابات النوم
ضعف التركيز
الإرهاق الذهني والجسدى
تقلبات حادة في المزاج.
وتذكر الدكتورة جينا العزب القارئ بانة سيعيش مرة واحدة فلا تعيشها في ضغط نفسي مستمر بسبب وضعك لمعايير مرتفعة تضغط بها علي نفسك وتحملها مالا تطيق،وتصبح سجين أفكارك ومعاييرك البعيدة عن الواقع.
إليك بعض الخطوات التي تجنبك هذا النوع من الضغط النفسي:
١_يجب أن تترك القلق من الماضي والتجارب الماضية وأيضاً الخوف الزائد من المستقبل وتركز علي الحاضر وتجتهد وتستمع بالرحلة اليومية وتتوكل علي الله الذي لا ولن يضيعك أبداً.
٢_الوعي بمصدر الضغط هل هو خارجي أم من توقعاتك الداخلية المبالغ فيها.
٣_يجب أن يكون لديك قائمة أولويات واضحة وصريحة منظمة وقابلة للتنفيذ في خطوات هذا سيقلل من الشعور بالعجز والضغط.
٤_التركيز علي التقدم وليس علي الكمال.
٥_القبول بأن ارتكاب الأخطاء جزء طبيعي من النمو الاجتماعي.
٦_عدم الضغط علي نفسك بقول “نعم” والاستجابة الفورية لكل شئ إذا لم تستطع فعليك أن تتعلم قول “لا” هذا لا يناسبني دون خجل أو الاحساس بالذنب والتقصير نحن بشر .
٧_إعادة التقييم المعرفي بإعادة تفسير المواقف المسببة للضغط بشكل أقل تعديلاً وأقرب للواقع.
٨_ممارسة النشاط البدني والاسترخاء.
٩_الدعم الاجتماعي والعاطفي والتحدث مع الآخرين عن مشاعرك وأفكارك هذا يساعد في التخفيف من حدة التوتر والقلق.
وأخيراً تلخص الدكتورة جينا العزب أن الخطورة لا تكمن في وجود الضغوط النفسية،بل في كيفية التعامل معها.وأن يدرك الإنسان ويعي أن الضغوط النفسية قد لا تكن دائماً بسبب عوامل خارجية،بل قد تنبع من داخل الانسان نتيجة وضعه لمعايير مرتفعة ونظرته المثالية للذات فيجب عليه أن يوازن بين الطموح والواقع وبين النجاح والرحمة الذاتية نحو الطريق الصحيح بنفس هادئة وصحة نفسية متزنة.