أسرار جمال من مصر القديمة: كنز من الطبيعة

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
لقد برع المصريون القدماء في العديد من المجالات، وكان من أبرز إبداعاتهم قدرتهم على تسخير المكونات الطبيعية للحفاظ على جمالهم ونضارتهم. وبفضل ما تركوه من آثار ووصفات، أصبح الكثير من أسرارهم متاحًا لنا اليوم.
العناية بالعيون: حماية وجمال
حظيت العيون باهتمام بالغ من قبل الرجال والنساء على حد سواء. لم يكن الكحل مجرد زينة، بل كان وسيلة لحماية العيون من أشعة الشمس والغبار ومكافحة الالتهابات. استخدموا الكحل الأخضر المصنوع من المالاكيت (خام النحاس) والأسود المصنوع من الجالينا (خام الرصاص). ورغم احتواء الرصاص على مواد قد تكون خطيرة، فقد أتقن المصريون معالجة هذه المواد وتنقيتها لمدة تصل إلى 30 يومًا قبل تحويلها إلى ما يشبه محدد العيون البدائي. كما كانوا يعالجون الانتفاخ حول العينين بوضع شرائح الأفوكادو.
لتلوين الحواجب باللون الأسود وتكثيف الرموش، استخدمت النساء المصريات اللوز المحروق.
بشرة نضرة وجذابة
كانت الملكة كليوباترا، رمز الجمال الخالد، تستخدم ماء الورد بانتظام لترطيب وتطهير بشرتها. أما للحصول على بشرة أكثر نعومة، فقد حرصت سيدات مصر القديمة على استخدام بذور الحلبة.
ولمكافحة التجاعيد، لجأ المصريون القدماء إلى زيوت طبيعية مثل زيت الخروع، إلى جانب السمسم وزيت المورينجا.
ألوان الطبيعة للزينة
استخدم المصريون الحناء لصبغ أظافرهم طبيعيًا باللون الأصفر والبرتقالي، كما استخدموها لزينة الجسم كوشم مؤقت.
بالنسبة للشفتين، فقد كانت المغرة الحمراء، وهي صبغة طبيعية تحتوي على أكسيد الحديد المائي، تستخدم كأحمر شفاه. وقد ظل اللون الأحمر على مر العصور رمزًا للجمال الكلاسيكي.
العناية بالجسم والنظافة
كانت النظافة جزءًا أساسيًا من حياة المصريين القدماء. لقد صنعوا معجون صابون من الطين وزيت الزيتون، لتطهير الجسم وتغذية الجلد وشفائه.
وبعد الاستحمام، كان زيت اللوز هو المرطب المفضل لديهم، حيث يمنح البشرة نعومة فائقة.
اشتهر العسل كمنتج تجميلي بفضل رائحته العذبة وقدرته على الترطيب. وغالبًا ما كانت النساء المصريات يخلطن الحليب والعسل لصنع أقنعة مرطبة للوجه.
ويعتقد أن كليوباترا كانت تستحم بانتظام بحليب الحمير كجزء من روتينها للعناية بالبشرة، بهدف تجديد شبابها.
الصبار وأملاح البحر الميت: كنوز طبيعية
لعب الصبار دورًا مهمًا في روتين الجمال المصري القديم، من العناية بالبشرة إلى العناية بالشعر. وقد قدر المصريون هذا النبات كثيرًا، حتى أنهم استخدموه في نظامهم الغذائي لتحسين عملية الهضم وفقدان الوزن.
كما عرفوا فوائد أملاح البحر الميت، المشهورة بخصائصها العلاجية الطبيعية التي تعوض المعادن الأساسية المفقودة، وتساعد في علاج مشاكل الجلد مثل الأكزيما والصدفية.
إزالة الشعر والعطور
كان المصريون القدماء يمتلكون أمواسًا مصنوعة من الصوان أو البرونز. كما استخدموا قشور البحر كملاقط، ومعاجين لزجة مثل شمع العسل، وهي طريقة تشبه “الحلاوة” المستخدمة حتى اليوم. وكانوا يحلقون رؤوسهم أيضًا ويرتدون الشعر المستعار.
أما بالنسبة للعطور، فقد استخدم المصريون القدماء المر، وهو عصارة صمغية ممزوجة بالزيوت المستخرجة من شجرة المر، في عطورهم وكعلاج لتجديد الوجه، ليحافظوا على رائحتهم منعشة ونظيفة.