حين يسكنك غيرك… ويمنعك من أن تكون أنت!

نجده محمد رضا
“كنت أنظر في المرآة، فرأيتني أبتسم… لكني لم أكن أشعر بأي سعادة.”
“أسمع خطوات داخلي، لا يسمعها أحد غيري.”
“أفعل أشياء لا أتذكر أنني فعلتها… وكأن أحدهم يقودني من الداخل.”
هذه ليست كلمات من رواية خيال…
بل اعترافات حقيقية، سجّلتها أقلام الأطباء النفسيين، والمشايخ، والناجين من عالم لا يراه أحد.
إنه عالم القرين المتسلط… حين لا تعود وحدك في جسدك.
من هو هذا الذي يسكنك دون إذنك؟
القرين… في الأصل، مخلوق خفيّ يلازمك من لحظة ولادتك حتى مماتك.
لكنه في بعض الحالات… يتحوّل إلى سيّدك!
حين تضعف، حين تنكسر، حين تُهمل صلاتك، وتغرق في العزلة، ويعلو صوت الحزن بداخلك…
يتسلل إليك… يبدأ بالهمس… ثم يمتد صوته إلى أعماق وعيك… حتى يصمت صوتك أنت.
علامات التسلط:
تغير في الصوت الداخلي… كأنك تفكر بصوت لا يشبهك.
كوابيس متكررة ترى فيها “نسختك” تراقبك، تضحك، أو تتحدث عنك بصيغة الغائب.
لحظات من الشرود، تستفيق بعدها وأنت تمسك بشيء خطير… أو تكتب جملاً لم تكن تقصدها.
رؤية ظلّك يتحرك قبل أن تتحرك.
شهادات من ضحايا القرين المتسلط:
(م.س) – طالبة جامعية:
“كتبت جملة غريبة بخط يدي: (أنتِ خرجتِ… أنا المتحدث الآن). لم أتذكر أنني كتبتها.”
(ي.ع) – موظف:
“زوجتي قالت لي: كنت تنظر إليَّ وكأنك غريب… وجهك نفسه تغيّر للحظات.”
(د.م) – أخصائية نفسية:
“عالجت شابًا كان يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب: يقول (هو لا يريد أن أشفى)… فسألته من هو؟ قال: أنا!”
لماذا يعود القرين اليوم بقوة؟
لأن العالم أصبح ممتلئًا بالضوضاء، ولا أحد يسمع صوت نفسه.
لأن العزلة الرقمية جعلت من الوحدة بيئة خصبة لسيطرة القرين.
ولأن البعض فقدوا الصلة بين الروح والجسد… فدخل “هو” ليسدّ الفراغ.
إن تمكن منك، فلن يأخذك مباشرة…
بل يجلس داخلك، يتنفس معك، ويتحدث بصوتك… حتى لا يعود أحد يفرّق بينك وبينه.
قد تظن أنك أنت…
لكن من الداخل، أنت الآن ضيفٌ فقط.