التنين الصغير.. كائن برمائي يعيش في الظلام منذ آلاف السنين

نجده محمد رضا
في أعماق الكهوف المظلمة والباردة في أوروبا الوسطى، يعيش كائن غريب الشكل، أسطوري في مظهره، واقعي في وجوده، يُعرف باسم “التنين الصغير”.
مخلوق لا يرى الضوء أبدًا، ومع ذلك عاش لقرون في سرية تامة، مما جعله واحدًا من أكثر الكائنات البرمائية غموضًا على كوكب الأرض.
ما هو “التنين الصغير”؟
“التنين الصغير” هو الاسم الشعبي لكائن علمي يُدعى الأولم (Proteus anguinus).
وهو برمائي نادر ينتمي لعائلة السمادل، ويعيش فقط في أنظمة الكهوف المائية في سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة.
يشبه في شكله تنينًا مصغرًا، بجسم رفيع طويل يتجاوز 20 سم، ولون وردي باهت شفاف. ما يميّزه أكثر هو فقدانه للعيون: عيونه غير متطورة، لأنه يعيش في ظلام دائم تحت الأرض، ويتنفس من خلال خياشيم خارجية تشبه الريش تبرز من رقبته.
قدرات خارقة في عالم الظلام
يستطيع الأولم العيش لأكثر من 100 عام.
يمكنه البقاء بدون طعام لأكثر من 10 سنوات!
لا يرى، لكنه يعتمد على حاسة الشم والسمع واللمس بطريقة فائقة.
يعيش في درجة حرارة ثابتة تتراوح بين 8 إلى 12 درجة مئوية.
هل هو مخلوق من العصور الوسطى؟
لطالما اعتقد السكان المحليون أن هذا الكائن هو فرخ تنين صغير يسكن باطن الأرض، وخاصة عندما تخرجه الفيضانات إلى سطح الكهوف. ولم يُدرس علميًا إلا في القرن 18. وحتى اليوم، يُعد الأولم من الكائنات القليلة التي لم تتغير كثيرًا منذ ملايين السنين.
مهدد بالانقراض
رغم قوته الغامضة، فإن “التنين الصغير” يعيش خطرًا حقيقيًا بسبب التلوث البيئي واستخراج المياه الجوفية. ويُعتبر مؤشرًا على صحة البيئة تحت الأرض، لذا يعمل العلماء على حمايته بإنشاء محميات تحت الأرض وأحواض خاصة لدراسته وتكاثره.
“التنين الصغير” يذكرنا بأن الطبيعة ما زالت تخفي عنا أسرارًا لا تقل سحرًا عن القصص الأسطورية، ولكنها حقيقية تمامًا.
في بحيرات الكارست المنعزلة بجبال الألب الدينارية، وقع لقاء نادر في عام 2025، عندما التقط غواص صورة فائقة الوضوح لحيوان البروتيوس أنغوينوس، المعروف باسم أولم أو “التنين الصغير”.
هذا الحيوان البرمائي الذي يسكن الكهوف، وموطنه المياه الجوفية في سلوفينيا وأجزاء من غرب البلقان، قد أثار فضول علماء الأحياء لقرون بسبب مظهره الغريب الخالد وتكيفه الشديد مع الظلام.بجسمه الطويل الشبيه بثعبان البحر، وعينيه غير المكتملتين، وأطرافه الرقيقة الشبيهة بالسعف، والمستخدمة لاستشعار الاهتزازات والمواد الكيميائية في الماء، تطور أولم تمامًا ليعيش في بيئات جوفية مظلمة. يشير جلده الشفاف إلى تصبغ أثري، بينما يسمح له بطء عملية الأيض لديه بالعيش لأكثر من 100 عام – والبقاء لسنوات دون طعام.