مقالات

الألعاب النارية في رمضان.. متعة عابرة أم قنبلة موقوتة

بقلم: محمد غريب الشهاوي خليفة

مع حلول شهر رمضان، يملأ البهجة قلوب الصائمين، وتزدهر الشوارع بأجواء روحانية فريدة، لكن وسط هذه الفرحة، تتسلل أصوات الألعاب النارية لتسرق الهدوء، وتحول ليالي الشهر الكريم إلى ساحة ضجيج لا تنتهي. ما كان يومًا وسيلة بريئة للتعبير عن الفرح، أصبح ظاهرة تؤرق الأهالي وتثير المخاوف حول مدى خطورتها على المجتمع.

إزعاج يتحول إلى تهديد

لا يخفى على أحد كيف أصبحت الألعاب النارية سلاحًا يوميًا في أيدي الأطفال والمراهقين، تُستخدم بعشوائية دون مراعاة لراحة الجيران أو سلامة المارة. من أصوات انفجارات مباغتة تخرق سكون الليل، إلى خطر اندلاع حرائق بسبب الشرارات المتطايرة، تبدو الصورة أكثر قتامة مما يتصور البعض. فالمسألة لم تعد مجرد إزعاج، بل تهديد حقيقي يستدعي تدخلًا حازمًا.

من المسؤول عن هذه الفوضى؟

هل هو غياب الرقابة على بيع هذه المواد الخطرة؟ أم غفلة الأسر عن تصرفات أبنائها؟ أم تراخٍ من الجهات المسؤولة في ضبط هذه الظاهرة؟ مهما تعددت الأسباب، فإن النتيجة واحدة: مدينة تعيش تحت وقع تفجيرات مصغرة كل ليلة، وأعصاب مشدودة تنتظر لحظة هدوء لا تأتي.

الرهان على الوعي وحده لم يعد كافيًا. المطلوب حلول جذرية تبدأ بحظر بيع الألعاب النارية العشوائي، وفرض عقوبات صارمة على من يروج لها، وتكثيف حملات التوعية حول مخاطرها. كما أن المسؤولية لا تقع على عاتق الدولة وحدها، بل على الأهالي أيضًا، الذين يجب أن يدركوا أن الفرح لا يأتي على حساب راحة الآخرين.

شهر رمضان هو شهر الصفاء والسكينة، لا شهر التفجيرات الصغيرة. فهل سنشهد تحركًا جادًا يضع حدًا لهذا الإزعاج المستمر، أم سنظل ننتظر حتى يتحول الأمر إلى مأساة حقيقية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى