د.نادي شلقامي
صباح الأربعاء، تحوّلت مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل غزة إلى مسرح لمواجهة جديدة بين الجيش الإسرائيلي وناشطين دوليين، عندما اعترضت البحرية الإسرائيلية بشكل حاسم قوارب تابعة لـ”أسطول الصمود العالمي”، وهي مبادرة مساعدات دولية جديدة كانت تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.
هذه الحادثة، التي أكدتها كل من إسرائيل وائتلاف الأسطول، لم تكن مجرد عملية اعتراض روتينية؛ بل هي تصعيد يثير التساؤلات حول شرعية الحصار وحق وصول المساعدات الإنسانية. في حين وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشورها على منصة “إكس” محاولة الأسطول بـ”المحاولة العبثية” لاختراق “منطقة قتال”، مؤكدة أنها “نقلت السفن والركاب إلى ميناء إسرائيلي” تمهيداً لـ”ترحيلهم بسرعة”، أعلن “أسطول الصمود العالمي” أن ثلاث قوارب على الأقل تم اعتراضها، ليُسدل الستار على محاولة جريئة لتقديم الدعم لغزة، ويفتح الباب أمام ردود فعل دولية متوقعة.
وقبلها، قال “أسطول الحرية” الذي يسعى للتوجه إلى غزة إن قواربه تتعرض لهجوم من الجيش الإسرائيلي، وتم اعتراض عدة قوارب أثناء إبحارها اليوم الأربعاء باتجاه القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأضاف الأسطول على “إنستغرام” أن الجيش الإسرائيلي يشوش على الإشارات، وصعد على متن سفينتين على الأقل.
وهذه هي ثاني واقعة من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن اعترضت إسرائيل نحو 40 قاربا واحتجزت أكثر من 450 ناشطا كانوا على متن قوارب (أسطول الصمود العالمي) التي كانت تحاول أيضا إيصال إمدادات إلى غزة.
ومساء الأربعاء الماضي، سيطرت السلطات الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول آخر، هو “أسطول الصمود”، أثناء إبحارها في المياه الدولية بمهمة إنسانية باتجاه غزة، واعتقلت مئات الناشطين الدوليين على متنها، قبل أن تعلن بدء ترحيلهم الجمعة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت أمس الثلاثاء إن هناك تخوفا في إسرائيل جراء احتمال وقوع مواجهات مع أسطول آخر في طريقه إلى قطاع غزة.
وذكرت “القناة 13” مساء الثلاثاء أن الجيش الإسرائيلي يتأهب للسيطرة على “أسطول صمود” آخر متجهاً إلى غزة وعلى متنه عشرات الناشطين من تركيا.
وأكدت القناة أن هناك تخوفا من وقوع اشتباكات عنيفة ومحاولة لتكرار أحداث “مافي مرمرة” التي جرت في العام 2010، والتي قُتل خلالها 10 مواطنين أتراك وأصيب 56 آخرين.
وأشارت القناة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لسيناريوهات معقدة ومقاومة للسيطرة الإسرائيلية على “أسطول الصمود” القادم من إيطاليا.
ولفتت إلى أنه مقارنةً بالأسطول السابق، والذي شاركت فيه غريتا ثونبرغ، تقدّر قوات الأمن الإسرائيلية أن المواجهة هذه المرة قد تكون أكثر تعقيداً.
